تلك الدراسة التي اشترتها من وزارة معارف العراق العمومية بـ (٧٠٠) دينار وهي لا تستحق حتى المطالعة فإذا ما قلت في المقدمة إن خالد الذكر المرحوم شوقي بك قمة شامخة في الأدب العربي فأنا لا أتعدى الواقع. . وقبل أسابيع نشرت قصيدة له لم تنشر في ديوانه، واليوم أزف لعشاق شعره قصيدة أخرى عثرت عليها عند صديقي الأستاذ الشاعر خضر الطائي وهو محقق ديوان العرجى. وقد كان هذا الأستاذ قد حصل عليها منذ سنة ١٩٣٠ ميلادية وبقيت في أوراقه حتى هذه الأيام. وقد نضمها أمير الشعراء شوقي بك في تكريم الأستاذ سامي شوا عازف الكمان المشهور بعد عودته من أمريكا. وهاأنذا أزفها إلى تلك الطبقة المثقفة في البلاد العربية كما زففت من قبلها قصيدته (جهاد مصر الوطني). وقبل أن أدرج لهم القصيدة نفسها التي دعاها شوقي بـ (صاحب الفن) أود أن أهمس في أذن صديقي الأستاذ علي شوقي بك وزير مصر المفوض في باريس أن لوالده رواية (الست هدى) و (البخيلة) ولا زالتا مخطوطتين! فهل من الواجب الأدبي والوطني أن نبقي مخطوطات سيد شعراء العربية في دهاليز النسيان؟! هذا ما أردت أن أعاتب به صديقي علي بك النجل الأكبر لأمير الشعراء، وعسى أن تكون هذه الكلمة منبهة له أو لأخيه الأستاذ حسين صاحب كتاب (أبي شوقي). . . لاشك أن القارئ الكريم مل من هذه المقدمة وهو يرغب في الشوقية التي لم تنشر إلا سنة ١٩٣٠ في جريدة مصرية عثر عليها صديقنا الأستاذ خضر الطائي الشاعر العراقي المعروف، وهاهي:
صاحب الفن
يا صاحب الفن هل أوتيته هبة ... وهل خلقت له طبعا ووجدانا
وهل وجدت له في النفس عاطفة ... وهل حملت له في القلب إيمانا
وهل لقيت جمالا فيدقائقه ... غير الجمال الذي تلقاه أحيانا
وهل هديت لكنه من حقائقه ... يرد أعمى النهى والقلب حيرانا
الفن روض يمر القاطفون به ... والسارقون جماعات ووحدانا
أولا الرجال به في الدهر مخترع ... قدزاده جدولا أو زاد ريحانا
العبقرية فيه غير مالكه ... إذا مشى غيرهلصا وجنانا
لا تسال الله فنا كل آونة ... وأساله في فترات الدهر فنانا