للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يا واحد الفن في أشجى معازفه ... هذا أوان الثناء العدل قد آنا

يا رب ليل سمارنا الراح فأختلف ... على بنانك للسمار ألحانا

تلك اللعيبة من عود ومن وتر ... لولا بنانك لم نجعل لها شأنا

قد أنست رحمة في الصدر فانكأت ... بجانب الإذن تستوحيك شيطانا

كأنها عش طير هاج أهله ... من كل ناحية ينساب أشجانا

ضممتها وتواصت راحتاك بها ... ضم الوليد إشفاقا وإحسانا

تملى عليها الذي توحي إليك به ... كأن داود والمزمار ما بانا

حركتها فأتاها الروح فاندفعت ... تبكي وتضحك أوتارا وعيدانا

يا طيبها حين تحدرها بحنجرة ... كخرطم النحل أرواحا وألوانا

مصرية الغير وهابية عذبت ... شدوا ونوحا وترجيعا وتحنانا

ذكرت خلقا وراء البحر مغتربا ... مآلفا وصبابات وأوطانا

غنيتهم بأغاني المهدي فالتمسوا ... في ملتقى القوس والأوتار لبنانا

ولو هتفت ببيتهوفن ما انصرفت ... لك القلوب وإن صادفت آذانا

سقيتهم من سلاف طالما دخلت ... عليهم المهد أعنابا وألبانا

فن تعطل منه الشرق آونة ... وكان شغل بني العباس أزمانا

بهذا يختم شوقي هذه الرائعة التي قالها في تكريم أمير الكمان الأستاذ سامي شوا عند عوده من أمريكا ولا أريد أن أعلق عليها بمثل ما علقت عل قصيدته السالفة، لان في العراق أقواما يسوؤهم أن يكون شوقي أعظمشعراء العربية بعد أبي تمام، فهم يريدون أن تقول - وتجازف في القول - إن الرصافي أعظم منه.

وأنا لا أريد أن أجاري هؤلاء ومنهم الدكتور مهدي البصير وبعض أساتذة الأدب العربي في العراق، لأنني أفهم منهم لمعاني الشعر ودقائقه، ولكن على الرغم من ذلك أقول إن شوقي هو الشاعر العملاق، وغيره من شعراء العراق كالرصافي والزهاوي ما هما إلا أقزام صغار؛ فهلا يعتبر الجاهلون.

بغداد

عبد القادر رشيد الناصري

<<  <  ج:
ص:  >  >>