للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قسم البوليس. حسن! بالطبع ليس هناك غير حسن، تلك السحابة السوداء في أفق ينذر بالغيوم. . وحوله، حوله وحده ينتظره هناك سؤال وجواب!

وفي قسم البوليس وجد أخته الساقطة بدلا من أن يجد استجوابا عن أخيه الطريد. . لقد ضبطت نفيسة في بيت يدار للفساد!! وأظلمت الدنيا في عينيه وضاق الفضاء. . لقد فقد كل شيء: فقد حبه، وفقد أمله، وفقد سمعته وفقد في الحياة القصيرة التي ملاها بالأحلام كل حلم جميل! وأخذ أخته وخرج إلى أين؟ لا يدري فكره ولا تدري قدماه. . إن في أمواج النيل الحانية مثوى لكل بائس شريد منبوذ من الحياة، هكذا قالت له نفيسة حين سألها أن تحدد لنفسها الطريق! ومضت أمامه ومضى خلفها إلى هناك. . إلى حيث يتاح للبائسين أن يعرفوا طعم الراحة بعد طول العناء! وقال الملازم حسنين لنفسه: لقد حكمت عليها بالإعدام فقبلت الحكم وهي راضية صابرة مستسلمة للقضاء. . وما كان أشجعها وهي تستقبل الموت وكأنها تستقبل الزوج الحبيب الذي قضت العمر تفتش عنه في دروب الأمل. امرأة ضحت بأيام الحياة فرارا من قسوة الحياة، وأنت؟ أنت يا رجل ماذا تنتظر؟!

ترى هل كان الملازم حسنين شجاعا حين لحق بنفيسة، أم كانجبانا حين فر من لقاء الناس؟ مهما يكن من شيء فقد كانت تضحيته فلسفة حياة. . وفلسفة الحياة تفرض على أصحابها التضحية في كثير من الأحيان!.

أنور المعداوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>