بأجل خدمة، إذ ينشرون مبدأ (الحرية) والعزة والكرامة الإنسانية، ويبشرون بأن الإنسان هو أثمن شيء في الوجود، وبأنه يجب أن يحيا كريما عظيما حرا.
الوجودية لا تذهب هذا المذهب الذي ألصقه بها الأستاذ أحمد الصاوي في زعمه أنها لا ترى في المخلوق إلا عدما!
إن المذهب الوجودي لا يرى هذا الرأي، وإنما نقيضه تماما، إنه يرى الإنسان هو كل شيء في هذه الحياة، ويراه محور كل هذه الدنيا التي نعيش فيها، إليه يرجع كل عمل، ومنه يصدر كل تغيير أو تعديل لأوضاع الحياة، ومن أجله تقوم التشريعات والتقاليد والنظم، فكيف يراه عدما وهو في رأيه جماع ذلك كله؟
تقوم الوجودية على فلسفة ومذهب في الأدب ينقض كل ما سبق من مذاهب أدبية كالسوريالية
والواقعية والرومانية وما إلى ذلك من المذاهب الصغيرة كالدادية والتكعيبية وسواهما من مختلف المذاهب.
أما الفلسفة الوجودية فتقوم على أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي له كامل الحرية في تكوين
ماهيته على الوجه الذي يراه، وعلى الصورة التي يبغيها، وهو يقوم بذلك قويا قادرا غير خاضع للبيئة والظروف كما تنادى بها نظرية (تين (، ولا خاضع للإطار العام للدولة كما ينادى بذلك (كارل ماركس) الذي يجعل من الإنسان آلة أو أداة في يد الدولة لا أكثر ولا أقل! لا يدور إلا في فلكها، ولا يتعدى تفكيره تفكيرها.
وفي هذه الفلسفة السارترية ما يأباه علينا أيماننا، وليس من بأس أن نتركه ولا نستمسك بأهدابه، ولا على المذهب الأدبي السارتري بعد ذلك من بأس إذا هجرنا الفلسفة السارترية واستمسكنا به، ونبذناها واتبعناه، وإن كان في حقيقته وجوهره مبنيا عليها ومتفرعا عنها.
وأما المذهب الأدبي الوجودي الذي ينادي به جان بول سارتر: فأنه يقوم على ما يسمى (التزام الآداب) ومعناه أن يكون للأدب هدف، وأن يكون الأدب في الحياة عملا إنشائيا إيجابيا في خلق الحياة الفاضلة، وتغيير الحياة السيئة وتطويرها، فالكاتب الذي التزم الكتابة قد حمل نفسه مسئولية عظمى في هذه الحياة، أو على الأصح حمل نفسه أعظم مسئوليات