للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الكاتب أن ينظر حواليه، فإن وجد ظالما أخذ بتلابيبه وحاربه حربا لا هوادة فيها ولا رحمة، فإن سكت الكاتب عن ظلم يراه ويشهده فقد خان الأمانة وخرج - بسكوته عن محاربة هذا الظلم - على قواعد المذهب الوجودي الصحيح.

والوجودية تطلب أن يكون الناس متفقين مع أنفسهم، صادقين معها في السر والعلن، يحملون

مسئولية ما يفعلون، ولا يتنصلون من عمل يعملونه، وألا يكونوا أوغادا منافقين يصنعون ما يطلبه إليهم ذلك الشاعر الذي يقول: فالبس لحال جديدا=والبس لآخر رثا!

تلك هي الخطوط الرئيسية جدا، للمذهب الوجودي، قصدنا بها إيضاح حقيقة المذهب وإن كان إيضاحا يسيرا قصيرا. وما أحرانا نحن المصريين أن نستمسك بأهداف هذا المذهب، فالفساد عندنا مستشر، والنفاق عندنا عام مشترك، والحريات عندنا مضيعة مهدرة. وما أحرانا - قبل ذلك كله - ألا نخوض في حديث لم نسير غوره، ونتعرف - بعد - وجه الرأي فيه، كما يفعل أولئك الذين يعيبون المذهب الوجودي. وأغلب الظن انهم لا يعرفون منه إلا أسمه.

علي متولي صلاح

<<  <  ج:
ص:  >  >>