العبقري. وكانت يد للدكتور - أحمد أمين بك - في نهوضه بنشر آثاره، والعناية بإصلاح ما أفسده الدهر من كيانها، وشوه من معالمها؛ حتى شق على النظر إدراكها. وما أشقاها من مهمة لا يدرك ما فيها من صعوبة، وما تتطلبه من جهد لا يقوى عل تحمل أعبائه إلا من كان ذا عزيمة لا تنهى؛ وثقافة أدبية؛ ولغوية واسعة وعميقة. وليس هذا مما يتأنى للكثير. وكتاب - الهوامل والشوامل - أثر من آثار - التوحيدي - الناضجة الحية. وهو يدور على كثير من الأفكار التي كانت سدى ولحمة النسيج الفكري والأدبي، في بيئة - التوحيدي - وعصره. وقد أخذ - التوحيدي - يعرض هذه المشاكل الأدبية والفكرية ويجيب عليها - مسكوبة - فالكتاب من هذه الناحية مرآة تعكس أمام أنظارنا التيارات التي كانت تسود هذه البيئة. والكتاب بعد وثيقة تاريخية إذ هو يصور لنا مرحلة من مراحل تفكيرنا الأدبي والعلمي. وهو آية من آيات النثر الفني من حيث الأداء والتصوير وللأستاذ - أحمد أمين بك - حسنة لا تجحد بتهيئة الميدان للأستاذ - السيد صقر - وإفساح الطريق أمامه ليتمكن من أ، يستغل مواهبه وثقافته في هذا الميدان الذي شب وترعرع مولعا به؛ معتزا بالسير فيه. فكنت تراه وهو لا يزال في مطالع بواكير حياته الأدبية يعكف في - دار الكتب - الساعات الطوال بين المخطوطات القديمة يقرأ: وينقل؛ ويستوعب؛ وكانت الثمرة الأولى لهذا المجهود - تحقيق - ديوان - علقمة الفحل - والأمل وطيد في انتظار الآثار التي يقدمها هذا الجندي في ميدان يشفق الكثيرون من اقتحامه، وهو ميدان نشر ترثنا نشرا علميا دقيقا.