الحياة العقلية في مصر الآن تعاني مشكلة من أكبر المشاكل، وهي أنها حياة الخاصة وليس للعامة حياة عقلية بالمعنى الحقيقي. ونحن إذا أردنا النهوض بالشعب المصري وجب أن يصل نور العلم والمعرفة إلى عقول الفلاحين والعمال قبل أن يصل نور الكهرباء والماء النظيف إلى أكواخهم ومساكنهم. وإذا أردنا أن يصل نور العلم والمعرفة إلى ملايين العقول المظلمة،
وجب أن نبدأ أولا بإصلاح البيئات العلمية والمناطق التعليمية إصلاحا شاملا يتناول الأشخاص والأدوات والمناهج والأساليب لتؤدي رسالتها على الوجه الأكمل في قوة وصراحة وإخلاص، لأن البحث عن أثر هذه البيئات طوال الثلاثين عاما الأخيرة في حياة الشعب الاجتماعية يثبت أن المجهود الذي بذلته في ذلك السبيل أفضى إلى نتائج خطيرة مفزعة: إلى الفقر والجهل والمرض، إلى الضعف والخلف والتخلف، إلى اللهو واللعب والتحلل، إلى غير ذلك مما نشكو منه ونتوجع.