تفضل الزميل الصديق الأستاذ عباس خضر فأشار في كشكوله منذ قريب، إلى أن بعض القراء قد سأله عن كاتب هذه السطور وسر انقطاعه عن الكتابة. . ولقد أفصح الزميل الصديق عن سر هذا الانقطاع بما لم يعد الحق والواقع.
أنني أكتب هذه الكلمة لأؤكد لحضرات السائلينعني ممن كتبوا إلى الأستاذ عباس وإلي، أن ما وقع في ظنهم حول صلتي بالأستاذ الجليل صاحب الرسالة، كان أبعد من أن يطيقه منطق الصلاة الروحية والودية بين الخلص من الأصدقاء!
لقد انقطعت عن الكتابة لأدفع إلى المطبعة بكتابين، شغل أولهما وقتي بين تقديم الفصول ومراجعة الأصول، وشغل الأخر قلمي بين التفكير والتحرير. وبعد أيام سيكون الكتاب الأول بين أيدي القراء، أولئك الذين طالما كتبوا إلي راغبين في إصداره. أما الكتاب الثاني فسيكون بين أيديهم أيضا في الغد القريب.
ولا يسعني بعد أن عدت بقلمي إلى هذا المكان الحبيب، إلا أن أبعث بشكري خالصا إلى كل من كتب إلى مصر والبلاد العربية، معبرا عن صادق الود وخالص الوفاء.
أنور المعداوي
مستقبل الثقافة في مصر
قرأت في العدد ٩٣٦ من (الرسالة (الغراء أنه تألفت في مصر شعبة قومية برياسة معالي الدكتور طه حسين باشا وزير المعارف العمومية لدراسة المسائل المهمة في ميادين الثقافة والتربية والعلوم، ودراسة أحوال البلاد في هذه الميادين وتقديمها إلى الجهات المختصة لتنفيذها أو الاستفادة منها. وأن مجرد التفكير في مثل هذا الأمر في الوقت الحاضر ليدل دلالة واضحة على أن معالي الوزير الجليل رأى بفكره الثاقب أن يمهد لمستقبل الثقافة في مصر طريق الازدهار بتأليف هذه الشعبة للتخلص من أنانية الحياة العقلية في مصر وجمودها.
ولا شك أن هذا رأى سديد ينطوي على إحساس صاحبه العميق بخطورة المجاعة العقلية التي يرزح الشعب تحت أعبائها البغيضة في النصف الثاني من القرن العشرين. وأنا لنأمل أن توفق الشعبة القومية في تحقيق الأغراض النبيلة التي تألفت من أجلها. وفي الواقع أن