كيما أراك، فلا أرى حتى سراب توهمي
أفنيت أيامي التي سبقت، أهدهد لهفتي
مترقبا صبح المنى يبدو بأجمل ليلة
أزجي خطاي لكل بستان، وكل صديقة
حتى جمعت من الشذى المنصور أحلى باقة
من أبيض يحكي جبينك، أو وفاء محبتي
أو أحمر خدودك، أو جواي وحرقتي
لو كنت أدري ما انتزعت الشوك منه براحتي
لتركته رمزا لغدرك قبلي أول فرحة
واها لأزهاري التي قطفتهن لتفرحي!!
وفصلت بين عروشهن وبينهن لتمرحي
واهاً لأرهاري أصابتهن خيبة مطمحي!!
فذوين بعد نضارة، وذبلن بعد تفتح
واها لأشواقي، ولى من حرها المتوقد!!
يخبطن في قفص الضلوع كثائر متمرد
يسألني سببا إليك كأن قلبك في يدي
وكأنني. . . لا أنت. . . من نسى الوفاء بموعدي
الذنب ذنبي لا تخافي ثورة الشوق المريد
وأنا الملوم، فواعدي ثم أغدري، هل من مزيد؟
يا كم خدعت، فما ارعويت وكنت ذياك الشهيد
ولدغت من نفس المكان، وسوف ألدغ من جديد
عبد الرحيم عثمان صارو
بابل في الجيزة
مهداة إلى الشاعر الشاب الأستاذ كمال نشأت بمناسبة إصداره ديوان شعر (رياح وشموع).