النفسي لكل نص أدبي، وإلا فإنا بدون هذا الفهم النفسي لن ندرك الدب إدراكا حقيقيا ولن نتذوقه، وسيكون حكمنا عليه قاصرا خاطئا. . .
وتدرس الكلية البلاغة في كتب أبعد ما تكون عن تكوين الذوق البلاغي. فهل تعرف كيف تدرس البلاغة في الكليات التي تدرس البلاغة؟ الدراسة المثمرة هي أن تسبق أولا بمقدمة نفسية تنظيم دراسة القوى الإنسانية عامة وصلتها بالحياة الفنية والناط الوجداني وعلاقته بمظاهر الشعور الأخرى في عمله الفني ودرس الخيال والذاكرة والإحساس والذوق ومعرفة أمهات الخوالج النفسية من حب وبغض وحزن وفرح وغضب وغيرة وانتقام وما إلى ذلك مما هو منبع المعاني الأدبية الكبرى في الآداب الإنسانية على اختلافها. . . وعلى صاحب الفن المنتج وناقدا أن يعرف آخر ما وصل إليه البحث النفسي. وقد أصبح التقسيم للبلاغة إلى معاني. وبيان. وبديع. غير ذات موضوع في البحث البلاغي. . وصارت البلاغة تدرس على أنها وعدة متصلة تبدأ من البسيط إلى ما يليه. تبدأ من الكلمة المفردة فالجملة والفقرة فالقطعة الأدبية وهكذا يقوم المنهج الفني البلاغي على أصول وأسس نفسية قبل كل شيء -
أين الأزهر - يا صديقي - من هذه الأبحاث التي تملأ شعاب المعاهد والكليات التي تشعر أن لها رسالة إنشائية إبداعية. .
فهل تنفذ هذه الصيحات إلى حيث نأمل؟ هذا ما نرجو أن يكون.