للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذوي قرباه؛ ولكن ما هي القربى؟ أليست قربى الأرواح وتقارب الأذواق والنظرات؟ أليست العبرة بما يكمن في النفس من حب وتقدير دون نظر إلى نوع القربى أو تخصيص برابطة الدم؟ أو ليس للمرء من بين أهله أعداء ومن بين الأباعد أقرب الأقرباء؟ حتى قيل (رب أخ لك لم تلده أمك)

لقد رثاه بقصيدة طيبة شارفت على الأربعين بيتا، كل بيت فيها آية حب ووفاء. ثم تكررت مناجاته له في أكثر من موضع مع أن الديوان طبع قبل وفاته بسنوات، ولم يشمل إلا ما كان يحتفظ به حين تطوع أحد عارفي فضله بجمع شتاته وطبعه، وها هو يهتف باسمه ص ٩٢ من الديوان:

قم خليلي واسمع نداء خليل ... لا يمل البكاء حتى يجيبا

قم أحدثك هل مللت حديثي؟ ... أن أمرا دهاك عني غريبا

أتشاغلت عن أخيك بشيء ... ما بهذا يلقى المحب حبيبا

ثم يصف صديقه وصفا يفصح لك عن الخلق الذي أحبه الشاعر وهام به طول حياته وجعله مقياسا لما يكبر فيه الناس

وترى لي حقا لتعرف حقي ... وتراه حتما عليك وجوبا

وتذهب نفسه حسرات على من فارق، فيخاطب الثرى الذي ضم رفاته:

إيه يا قبر إنما دفنوا فيك ... الأماني وأودعوك الطيبا

محمد محمود جلال

<<  <  ج:
ص:  >  >>