للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأدبي والفني. فبإمكاننا أن نقول إن هذه الطريقة التي استخدمها العرب لترسيخ قدم أدبهم وثقافتهم في البلدان التي تغلبوا عليها قد كانت السبب الرئيسي المباشر في فقد هذه البلدان تراثها الأدبي الذي كان لها قبل الفتح العربي. وعلى الرغم من نضال هذه المم للإبقاء على أدبها وثقافتها فقد اضطرت إلى استعمال اللغة العربية، هذه اللغة التي فرض العرب استعمالها فرضا في إمبراطوريتهم المترامية الأطراف، التي امتدت من الصين والهند شرقاً إلى مراكش والأندلس غربا. وما يسمى بالأدب العربي والعلوم العربية والثقافة العربية فقد أنشأها على الغالب غير العرب، أي الأمم التي تغلب عليها العرب وحكموها)

وقد استشهد كليموفتش في مقاله هذا بالأستاذ روزين، أستاذ اللغات الشرقية في بطرسبرج (لينينغراد) في سنة ١٨٧٢ الذي قال: (إن العرب مدينون في أدبهم وعلومهم إلى الفرس والسريان. غير أنه لما كان هذا الأدب وهذه العلوم قد دونت باللغة العربية فقد عزى الفخر في هذا الجهد العلمي والأدبي والثقافي إلى العرب يوم كانت أوربا غارقة في ديجور حالك من الجهل)

واستشهد أيضاً بما قاله كراتشوفسكي في سنة ١٩١٩، إذ قال: (إن القول بأن الأدب العربي هو من صنع الأمة العربية إنما هو خطأ فادح، ذلك لأن الفضل في وجود هذا الأدب يرجع إلى غير العرب (الأعاجم) الذين دونوا أدبهم باللغة العربية، وحتى إلى اليهود والسريان والأسبان والأتراك والأقباط والبربر الذين اشتركوا في إيجاده) (راجع كتاب الأدب في الشرق لمؤلفه كراتشكوفسكي ١٩١٩)

ثم يعود فيقول: (ومن المعروف الآن أن العرب - بما حصلوا عليه من فخار نسب إليهم في حقلي الأدب والعلم - مدينون إلى الكثيرين من مواطنينا؛ كالأدباء الذائعي الصيت في أذربيجان وآسيا الوسطى، ومنهم الفارابي وابن سينا والخوارزمي والبيروني وسواهم. ومما هو جدير بالذكر أنه قد ثبت لمجمعي العلوم في أذربيجان وأوزباكيان أثناء تحريهما العلمي عن منشأ الأدب في بلاديهما، أنه ليس من أصل عربي بل من أصل أذربيجاني وأوزباكياني كان قائماً في البلدين قبل الفتح العربي. وقد بحث المجمع العلمي في جمهورية يوزك السوفيتية منشأ العلم والفلسفة العربيين فتوصل بنتيجة ذلك إلى الحقيقة التالية وهي: (أن الاصطلاح المعروف (بالفلسفة العربية) ليس صحيحاً، ذلك لأنه قد اشترك في إيجاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>