أشكر الله لقد أخطأته رصاصتي: أما هو فقد كان رابط الجأش ثابتاً ينتظر. . فتح الباب فجأة ودخلت زوجتي فلم تكد ترانا على هذه الصورة حتى ألقت بنفسها عند أقدامي، وهنا استعدت شجاعتي وقلت لها، عزيزتي، ألست ترين أننا نمزح؟ اذهبي واشربي قدحا من الماء ثم عودي الينا، وعند عودتك سأقدم إليك صديقي وزميلي القديم، ولكنها لم تصدقني وسألت سيلفيو في رهبة وتأثر، هل أصدق زوجي فأعتقد أنكما تمزحان، فأجاب، انه يمزح دائما يا سيدتي، اتفق مرة أن صفعني وهو يمزح، وأصاب قبعتي برصاصته وهو يمزح، ومنذ دقائق أخطأني وهو يمزح أيضا، والآن جاء دوري لأضحك قليلا!، ثم استعد، ولكن زوجتي جثت بين قدميه. . . عندئذ قلت لها، انهضي يا عزيزتي! ألا تخجلين من نفسك؟؛ ثم وجهت حديثي إليه وقلت هل تريد أن يغشى على هذه السيدة؟ فلتطلق رصاصتك! قل نعم أو لا! فأجاب: لن أطلق رصاصتي فقد تم غرضي، ها أنت ذا ترتعد من الخوف وها هو وجهك كوجوه الموتى، وهذا كل ما أطمع فيه. . ولكن أذكر أنني أعطيتك فرصة ثانية وكنت أظن أنك لن تخطئني. . . لن تنساني بعد الساعة. . سأتركك لضميرك يرى رأيه فيك!.
واتجه نحو الباب، ثم التفت إلى الصورة دون أن يستعد وأطلق رصاصته فوق رصاصتي تماما! وهنا أغمي على زوجتي ولم يستطع الخدم الوقوف في وجهه وقد كانت الأبواب تفتح أمامه في سرعة حتى وصل إلى عربته ومضى. . أما أنا فلم أعد إلى نفسي إلا بعد مدة طويلة.
إلى هنا انتهى حديث الكونت، وهكذا سمعت هذه القصة الرائعة ولم أر بعد ذلك سيلفيو ولم أسمع عنه إلا أنه قاد جماعة من الثوار في الفتنة التي أشعلها (اسكندر ابسلانتي) وأنه قتل فيها عندما كان العدو في (سكولياني). . .