وفي مساء أحد الأيام ركبت مع زوجتي للنزهة ولكن الجواد جمح بنا حتى ارتاعت زوجتي ورجتني أن أعود بالعربة إلى الإسطبل أما هي فستعود سيرا على الأقدام، ولم أكد أصل إلى الدار حتى رأيت عربة سفر أمام الباب. وقيل لي أن إنسانا لم يذكر اسمه ينتظرني لمهمة خاصة في المكتبة. . أسرعت إلى هناك فوجدت رجلا لا يزال في ثياب السفر له لحية طويلة، وأخذت أتذكر أين رأيته قبل ذلك. .
وقال الرجل: أولا تذكرني أيها الكونت؟، وكان صوته مضطربا. . فصحت عند ذلك: سيلفيو!
وأقول الحق لقد وقف شعري من الرعب. وقال صاحبنا جئت لأطلق رصاصتي. فهل أنت مستعد؟، ورأيت بندقيته بين طيات ثيابه وعددت اثنتي عشرة خطوة ورجوته أن يسرع في مهمته لأن زوجتي في الطريق إلى المنزل؛ ولكنه قال أريد النور أولا، لذلك طلبت الشموع.
ثم أغلقت الباب وأمرت ألا يسمح لأحد بالدخول، ورجوته مرة أخرى أن ينجز مهمته فرفع بندقيته وأخذت أعد الثواني ولم أكن أفكر في غير زوجتي حتى إذا انقضت دقيقة كاملة خفض بندقيته وقال (أنا آسف جداً لأن بندقيتي ليست محشوة ببذور الكريز! والرصاص كما تعلم صعب الاحتمال! ولكن تعال نفكر في المسألة مرة أخرى. . لا أرى مبارزة فيما أنا مقدم عليه. . بل هي أقرب ما تكون إلى القتل، وليس من عادتي إطلاق الرصاص على شخص أعزل من السلاح، هيا نبدأ المبارزة من جديد فنرى أينا يبدأ. . . وأعددنا ورقتين كتبتا في الأولى رقم ١ وفي الثانية ٢ ووضعناهما في القبعة التي أصبتها في المبارزة الأولى. . . وتناول كل منا ورقة دون أن ينظر فيها فإذا بورقتي رقم واحد وهنا صاح سيلفيو ((لا أنكر أيها الكونت أن حظك حسن كحظ الشيطان!))
لم أفهم غرضه وأجبرني على أن أطلق رصاصتي التي لم تصبه بل أصابت الصورة التي تراها!
وأشار الرجل إلى الصورة التي استرعت انتباهي أول جلوسي وصار وجه الكونت أحمر قرمزيا وأصبح وجه زوجته كوجوه التماثيل الرخامية البيضاء. أما أنا فقد تعثرت بين