للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخطأت زجاجة على بعد خمس وعشرين خطوة لا مرة واحدة ولكن أربع مرات متتابعة! وكان لفرقتنا قائد يحب المزاح دائما فقال: أظنك تحترم الزجاجة أيها الصديق! فالتمرين واجب. . وأذكر أن أمهر من قابلت في هذا الضرب من ضروب الرياضة رجل غريب كان يتدرب على إطلاق الرصاص ثلاث مرات قبل الغداء على الأقل. . وكما أنه لا يستطيع نسيان الكونياك لا ينسى بندقيته مطلقا!).

ورأيت الزوجين يعجبان من حديثي ويقبلان على الإنصات.

سألني الكونت (وما طريقته؟). فأجبت (سأقص ذلك عليكما. . كان إذا رأى ذبابة على الحائط. . أنت تضحكين يا سيدتي؟ أقسم لك أن ما أقوله حق لا ريب فيه. . ثم ينادي خادمه. كوسكا هات بندقيتي! فيأتي له بها ثم. . طراخ! فإذا بالذبابة منبطحة على الحائط!)

فصاح الكونت: (يا لها من مهارة! وما اسمه؟) فأجبت (اسمه سيلفيو يا سيدي) فانتفض الرجل واقفا وهو يقول (سيلفيو؟ وهل عرفت سيلفيو؟)

قلت (أعرفه؟ لقد كنا صديقين. . وكان سيلفيو معي في الفرقة؛ وها قد مضت خمسة أعوام على ذلك. . هل تعرفه أنت؟)

فقال الكونت (أجل أعرفه تماما. أو لم يخبرك عن حادث فريد وقع له؟)

- (أخبرني كيف لطمه شاب وقح على وجهه في مساء أحد الأيام)

- (وهل ذكر لك اسم هذا الشاب الوقح؟)

(لا لم يطلعني على اسمه. . آه!) وهنا استدركت لأنه يغلب على ظني أن الشاب هو الكونت وقلت (عفوا سيدي. . لم أكن أعلم!. ولكن يغلب على ظني أنه أنت!) أجاب الكونت في ارتباك: (أجل هو أنا. . وهذه الصورة ذات الثقب نتيجة لقائنا الأخير!)

هنا اعترضت الكونتس قائلة (نشدتك الله يا عزيزي ألا تتحدث في هذا الموضوع، إن مجرد التفكير فيه يرعبني حتى اليوم!) ولكن الكونت لم يحقق رجاءها بل قال (يجب أن يعرف السيد كل ما يتصل بالموضوع، فهو يعلم كيف أهنت صديقه فمن الواجب أن نروي له كيف انتقم ذلك الصديق.)

ودعاني الرجل إلى الجلوس قريبا منه في مقعد ذي مسند وأخذت أنصت لهذه القصة.

تزوجنا منذ خمسة أعوام وقضينا شهر العسل في هذا المنزل؛ وفي الحق لقد كانت أهنأ أيام

<<  <  ج:
ص:  >  >>