للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وحسبها وسائل المضايقة الأخرى وهي كثير!

أما الكتب فقلما تخدم هذه الأغراض التي تخدمها الصحافة، ومن ثم فالدولة تطاردها على هذا النحو. وكلما كانت موضوعاتها غير مرغوب فيها لسبب من الأسباب، فهناك أداة المضايقة حاضرة في الحصول على ترخيصات مفردة يتفق بشأنها مع المسؤولين! وهذه هي حكمة مراجعة أولئك المسؤولين!

ومرة أخرى نتجه إلى تلك المخلوقة الهزيلة المفككة المسماة: جامعة الدول العربية لنسألها: فيم وجودها إذن إذا كانت لا تلتفت إلى هذا الخطر الكامن وراء قيود تصدير الكتب ورفع تكاليف التصدير؟

فيم وجودها إذا كانت لا تدرك أن أساس وجودها وقيامها كلها مهددة بالانهيار، حين تنتهي تلك القيود إلى تقطيع أواصر الفكر والروح بين هذا العالم المترامي الأطراف، المقفل الحدود، الذي لا تجمعه رابطة أقوى من روابط الفكر والروح!

لقد كان الاستعمار وما يزال حريصا على تقطيع هذه الأواصر. وهذه هي فرنسا في الشمال الإفريقي كله، تعد الكتب المصرية بين المحرمات الممنوعة، لأنها تعرف أنها رابطة قوية خطرة على الستار الحديدي الذي تريد أن تضربه بين عرب المغرب وعرب الشرق، وثغرا في تلك الأسلاك الشائكة التي تقيمها على الحدود!

فهل هذا ما تريده الدولة في مصر، وما تريده تلك المؤسسة الهزيلة المفككة؟ أم كيف تسير الأمور؟

إن حجة توفير الورق للتموين في مصر حجة لا تنهض في هذا المجال، وإلا لنهضت في مجال الصحافة كذلك. فالصحف هي التي تستغرق الجانب الضخم من كميات الورق وليست الكتب المحدودة الأعداد والمقادير.

فإذا كانت أقلام المخابرات الخارجية والداخلية ومصالح المؤسسات الرأسمالية وما إليها تشفع للصحف الضخمة. . . أفلا يشفع للكاتب أنه الرابطة الأساسية من روابط الفكر والروح بين الجميع؟

إن القراء في البلاد العربية هم القراء الحقيقيون للكتاب المصري الجاد. فشبابنا في مصر مشغولون بصحافة الأفخاذ والنهود، وبأفلام السينما الداعرة، وبأغاني المخنثين المترهلين. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>