هؤلاء الدبلوماسيين إلى بلادهم، أن ترسل هؤلاء المسلمين إلى أقطار غير إسلامية، وأن تستبد لهم بجماعات الهنادك المتعصبين المتعطشين إلى سفك دماء المسلمين من جماعات أرباسماج، ومن طراز سريفاسترا، لنعلمهم معنى التسامح الإسلامي، ولنزيل ما في نفوسهم من انحراف واعوجاج، وهي إذا فعلت ذلك أشاعت جوا من روح الود الخالص والتسامح الصحيح بيننا وبينها، وقدمت البرهان العملي على إخلاص نيتها وأنها تسير في الطريق المستقيم.
إن الظلام الذي يعيش في سرفاسترا ومن على شاكلته من الهنادك المتعصبين، ستمحوه الأجيال المقبلة من أبناء المسلمين الذين سيحسنون لغتهم السنسكريتية، ويقبلون عليهم وقد حملوا إليهم نور الإسلام، فيتم الله نعمته عليهم ويزول ظلام الشرك والوثنية عن الهند، وتتحرر فيها الجماهير، الجاهلة، ويصبح سكانها أمة واحدة لا حقود ولا نجس ولا حقير فيها، ولا يتفاوت الناس هناك إلا بما يقوله تعالى وهو أصدق القائلين (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
والمسلمون في أقطارهم المتباعدة يرقبون بعين العطف الشديد والجزع المصير الذي سينتهي إليه إخوانهم في الدين، أولئك الذين رماهم سوء الطالع تحت رحمة تلك الوحوش المفترسة من الأرياسماج. ومن يدري؟ فلعل استمرار هذه الجماعات المتعصبة في تحديها للمسلمين سيدفع البلدان الإسلامية إن آجلا أو عاجلا، إلى منازلة أولئك الهنادكة في حروب صليبية جديدة داخل الهند وخارجها، بالطريقة التي ترضاها الأرياسماج والتي لن يجبن المسلمون عن تقبلها.
لقد أفاق العالم الإسلامي من سبات القرون الطويلة، وأخذ المسلمون يشعرون بأنهم كالجسد الواحد، إذا أصاب الألم عضوا من أعضائه، أحست بصدى الألم سائر الأعضاء الأخرى. والمسلمون الذين يحكمهم الهنادك ليسوا منفردين في معركة الدين، وإنما تحيطهم بالعطف والرعاية قلوب الملايين من إخوانهم في الدين، ولن تتخلى عنهم، وإنما سنجاهد إلى جانبهم حتى نكفل لهم الحرية المطلقة في الدين والرأي، ونحررهم من الخوف.
وإذا كان الأدباء في الأمم كالرواد، يمهدون الطريق الوعرالشائك للسائرين عليه وراءهم من أبناء جنسهم وكان رجال الدين في الأمم كالمصابيح تبدد الظلام الذي قد يكتنف ذلك