للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجماعتينالقضاء على الإسلام في الهند.

ولقد صمد الإسلام في الحروب الصليبية للدول النصرانية التي هاجمته من أوربا في أوائل القرن الحادي عشر لميلاد المسيح، ونازلها في حروب دامية، استمرت قرنين طويلين، كان النصر في نهايتها، فانهزمت تلك الدول الواحدة بعد الأخرى، تشيعها اللعنات من التاريخ الذي سودت وجهه بما اقترفته من آثام ومحرمات، والذي ذكر بأحرف من نور سماحة الإسلام ممثلة في إنسانية صلاح الدين الأيوبي، وعفوه، وكرمه وبطولته.

إن الجماهير التي قتل الجهل والمرض والفقر جميع النوازع الإنسانية العليا في أنفسها والتي تؤلف الكثرة المطلقة في الهند، والتي لم يسلم غاندي الخالد نفسه من همجيتها، وهو يحاول قيادتها إلى طريق الفضيلة والخير، أحوج ما تكون إلى جيل قوي مؤمن بالإنسانية المطلقة من أساتذة الجامعات، يحاربون عن طريق التسامح، والنوازع الهابطة في الحيوانية في تلك النفوس، ويستمرون في أداء رسالة المهاتما غاندي، للخروج بالهند من ظلام العصور الحجرية التي تعيش فيها الآن من الناحية الإنسانية، إلى نور حضارة القرن العشرين.

لقد كفلت حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة لجميع البشر حرية العبادة، وحرية الرأي، والتحرر من الخوف، ولكن يبدو أن حكومة الهند لا تقيم وزنا لهذه الحقوق التي تكفل بها ذلك النظام للأقلية الإسلامية من رعاياها وهي من أبرز الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.

وخرجت الهند على المسلمين في التمثيل السياسي بمسرحية بارعة قابلها في جميع أقطارهم بما تستحقه من سخرية، ذلك أنالمكر المبيت قد هداها إلى إرسال نفر من رعاياها المسلمين ليمثلوا في البلدان الإسلامية، لذر الرماد في العيون، ولخدع المسلمين عما تدبره جماعة الأريا سماج ومن على شاكلتها لإخوانهم في الدين من مذابح واضطهاد، ومستقبل مظلم رهيب، يهدد حياتهم ومعتقداتهم، وينذرهم بشر مستطير وفناء محتوم، وبعض هؤلاء المسلمين لم يوصلهم إلى شرف هذا التمثيل غير زواجهم من الهندو كياب غير الكتابيات اللاتي لا تجيز مبادئ الإسلام للمسلمين التزوج بهن لنهن مشركات.

ونحن نقترح على حكومة الهند، بعد أن أدرك المسلمون إدراكا صحيحاً غايتها من إرسال

<<  <  ج:
ص:  >  >>