بسيد المرسلين، وأكمل البشر، وأنف مولانا أبي الكلام أزاد، وزير معارف الهند المسلم، راغم، وألف راغم.
ونحن المسلمين، في الوقت الذي نستغرب فيه، أن تقرر الحكومة التي يرأس وزراءها جواهر لال نهروا العظيم، وارث إنسانية المهاتما غاندي الخالد، كتابا فيه مثل هذه المفتريات والمطاعن، على النبي الذي يقسه ثلاثمائة مليون من الشعوب الإسلامية التي تربطها بالهند الناشئة، صلات قوية من الجوار والتاريخ، نحتج أشد الاحتجاج على تقرير هذا الكتاب، وعلى إجبار أبناء المسلمين على تعلم المطاعن في النبي الذي يدينون بدينه الحنيف، والتي وردت فيه.
ونحن المسلمين أيضا، لا نستطيع أن نعلم سريفاسترا وبني قومه الذوق والآداب والإنسانية التي تعارف عليها البشر، في الابتعاد عن كل ما يؤذي شعور الآخرين، ذلك لأن الذوق شيء لا يتعلمه الإنسان من الكتب، ولا يجده في الجامعات، وإنما هو شيء ثمين تضعه العناية الإلهية في الجوهر الخالد في بعض الأرواح، حين تأخذ طريقها من عالم الغيب إلى عالم الوجود. ومن المحقق أن نصيبه من ذلك الذوق كان ضئيلا أو معدوما.
ونريد أن نسأل سريفاسترا عن دماء الأطفال والنساء والشيوخ من المسلمين التي أراقها أبناء بلدته في أفظع صور الوحشية، وأبشع ألوان البربرية والهمجية، تلك الأعمال التي كانت تقود الناس إلى اقترافها الشرطة التي يوكل إلى شرفها حماية أرواح المواطنين بلا تمييز، والتي كانت تتقرب باقترافها، تلك الجماهير الحاقدة، إلى أوثانها التي تعبدها من دون الله. نريد أن نسأل عن الغاية الإنسانية السامية التي كانت تهدف إليها جماعة الأرياسماج، والبراهموسماج في تحريض الناس على ذبح المسلمين؟
والشيء الذي يطيب لنا أن نقوله في هذه المناسبة لجماعة الأرياسماج وجماعة براهموسماج، الجماعتين الحاقدتين على المسلمين وعلى دينهم، واللتين ترميان إلى استئصال الدين الإسلامي من الهند، وإجبار المسلمين على ترك ذلك الدين، ومحاولة إرغام الباكستان، الدولة الإسلامية الفتية الجبارة، على الرضوخ لإرهابهما، والعودة بها إلى ظلام الوثنية والقضاء على استقلالها، نريد أن نؤكد لهما أن الإسلام في إشراقه وخلوده كالشمس، فإذا كان في مقدور البشر القضاء على الشمس وإطفاء نورها، كان في إمكان هاتين