للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

احتلتها١٨١٤، ١٨١٥، ١٨٧٠، وكانت تهددها ١٩١٥ ثم احتلتها للمرة الأخيرة ١٩٤٠ - ١٩٤٥ وقد نزل الدمار بشمال شرق فرنسا وبشرقها وبعاصمتها في كل غارة من هذه الغارات.

ولكن الحلفاء لم يأخذوا بوجهة نظر فرنسا، فإنجلترا رفضت لأنها كانت وما زالت ترى ضرورة قيام ألمانيا كدولة قوية في وسط أوربا حفظا للتوازن الدولي، ففي شرق القارة توجد روسيا وفي غربها توجد فرنسا ومن ثم يجب أن تكون هناك دولة قوية في وسط القارة لتمنع طغيان إحدى هاتين الدولتين (وخاصة روسيا حاليا) على القارة الأوربية. ولعلنا نلمس ذلك بوضوح في السنوات الأخيرة، فقد كان نتائج هزيمة ألمانيا سنة ١٩٤٥ أن تقدمت القوات الروسية من الشرق واحتلت شرق ألمانيا وتقدم قوات الحلفاء (إنجلترا وفرنسا وأمريكا) من الغرب واحتلت كل دولة جزءاً ثم بان الخطر الروسي فحاول الحلفاء جاهدين توحيد ألمانيا (رغم معارضة فرنسا) ولكن روسيا وقفت في وجههم وبات أعداء ألمانيا بالأمس على أحر من الجمر يحاولون إعادة ما هدموه وما أنفقوا الملايين من الأرواح في سبيل هدمه، ولا ريب أن كل هذا التطور نشأ عن ظهور الخطر الروسي مما دعا إلى ضرورة إيجاد دولة قوية تقف في وجهه، وقد فطنت روسيا إلى أهداف الحلفاء فعارضت في الجلاء عن الأراضي الألمانية التي تحتلها وفي وحدة ألمانيا حاليا.

وقد عارضت أمريكا (الولايات المتحدة) طلب فرنسا سنة ١٩٨١ لأن رئيس جمهوريتها ولسن كان قد أعلن مبادئه الأربعة عشر، وأهم مبدأ فيها أن لكل قوم الحق في تقرير مصيرهم، فرأى ولسن أنه لا يستطيع أن يعلن عن مبادئ ثم يتنكر لها في نفس الوقت أو بعبارة أخرى أن يؤمن بمبادئ ويكفر بها في نفس الوقت، ولذلك رفض فكرة تقسيم ألمانيا. ومضت السنون، وفي عشرين سنة أعادت ألمانيا قوتها وقواتها. وفي ١٩٣٩ اشتعلت نيران الحرب الثانية وتحققت مخاوف الفرنسيين وداست ألمانيا على حرياتهم واحتلت عاصمتهم وديارهم ١٩٤٠ وأقامت إلى أن تعاون الحلفاء وأعدوا قواتهم فنزلوا بأرض فرنسا ثم أجلوا الألمان عنها وتقدموا داخل ألمانيا حتى سقطت في يدهم برلين ١٩٤٥

وتحتل قوات روسيا وإنجلترا وفرنسا وأمريكا أراضي ألمانيا الآن، ويتمنى الإنجليز على رغم معارضة فرنسا عودة ألمانيا القوية لحفظ التوازن الدولي الأوربي ولكن.

<<  <  ج:
ص:  >  >>