للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليونان إسكيلوس في القرن الخامس قبل الميلاد، ونظمها من بعده الشاعر اليوناني الخطير سوفوكليس في مسرحيتين ما زالتا تنبضان بالحرارة والحياة، وما زالتا معينا خصبا للشعراء والكتاب على مختلف العصور، وأعني بها أسطورة (أجا ممنون)، التي نلخصها في أيجار شديد وفي اقتضاب لا يمكن أن يجزئ عن قراءتها كاملة - بما يأتي:

هب (أجا ممنون) مع الذاهبين إلى حرب (طروادة) تلك الحرب الضروس التي عقد (هوميروس) الإلياذة وعلى العودة منها (الأوديسة) وغاب (أجا ممنون) عشر سنوات عن زوجه التي لم تكن تعلم عنه خلال هذه السنين شيئا ولا تدري من أنبائه قليلا أو كثيرا، فاتخذت لها من دونه عشيقا (إيجست) أخاه، وظلت تقاسمه الفراش طوال هذا الزمن، وبيتت معه أمرا إن آذنت الأقدار بعودة (أجا ممنون)!

وكتب الله النصر لليونانيين على الطرواديين، وعاد (أجا منون) فيمن عاد من الظافرين المنتصرين، فاستقبلته زوجه استقبالا رائعا وأبت أن تمس قدماء الأرض فمدت له البسط الأرجوانية وأقامت له معالم الفرح والسرور. وما هو غلا أن يدخل إلى الحمام حتى تشده فيلباس يحتويه كالشبكة إذ تحتوي السمكة، ثم تهوي على عنقه فتصميه!

وكان كل منها ابنة اسمها (ألكترا) وابن اسمه (أورست)، أما الابن فقد استطاعت أخته إخفاءه وتهريبه مع مربيه الذي لازمه وما فتئ يلقنه كيف يأخذ بثأر أبيه، وأما الابنة فقد ظلت في قصر أبيها القتيل أشبه ما تكون بالخادم أو الأمة تشهد عشيق أمها يقاسمها فراش أبيها (أجا ممنون) وتنتظر أخاها الغائب - وقد شب عن الطوق وصار رجلا يستطيع أن ينهض بما ينهض به الرجال - تنتظره ليأخذ بثأر أبيه ويخلصها مما تعاني، وقد أوحى إليها أنه لا محالة عائدة فعاشت على هذا الأمل المرجو.

ثم يجيء (أورست) بوحي من الإله (أبولون) فيقتل أمه ويقتل عشيقها (إيجست) تنفيذاً للوحي، ثم يهرب إلى معبد هذا الإله محتميا به طالبا إليه ألا يتركه وألا يتخلى عنه، ثم يحاكم (أورست) أمام مجلس من أهل أتينا ترأسه الإلهة (أتينا) فيدفع (أورست) عن نفسه بأنه لم يقترف جريمة القتل إلا استجابة لما أوحى إليه به الإله (أبولون)، ويعترف الإله (أبولون) بذلك وبأنه هو الآخر قد أوحى إلى (أورست) بما أوحى استجابة لما أمره به كبير الآلهة (ذوس)! ويدافع عنه دفاعا مجيدا حتى تنتهي المحاكمة بتبرئته!.

<<  <  ج:
ص:  >  >>