الاقتصادية هناك فقالت إن طبيعة المناخ الجبلي والسهول الخصبة في ربوع اليمن قد ساعدت على نشوء تجارة وصناعة محلية سيطرت عليها الجاليات اليهودية هناك سيطرة تامة وفرت لها بعض الرخاء على نحو ما كان متوفراً لأكثرية اليمنيين العرب. وقد شرح كاتب يهودي - كانت الجمعية الصهيونية العالمية قد أرسلته إلى اليمن قبل مأساة فلسطين بسنتين - الوضعية الاقتصادية ليهود اليمن في كتاب أسماه ابن سفير فقال - لا تخلو منطقة من المناطق اليمنية التجارية والزراعية من جالية يهودية تتحكم في الوضع الاقتصادي للمنطقة. فقد كانت معظم حوانيت البيع في يديهم. وفي يدهم تركزت صناعة الجواهر والسلع التجارية المحلية والخارجية. وكان يهود اليمن على اتصال مستمر مع يهود العالم الخارجي عن طريق محمية عدن مما ولهم توسيع نشاطهم التجاري بحيث شمل الداخل والخارج. ولم يقتصر تركز يهود اليمن الاقتصادي على التجارة والصناعة وأعمال المصارف (القروض والربا والرهن) وإنما شمل احتلال الأراضي الزراعية والسيطرة على مصادر المياه والتحكم في توزيعها على صغار المزارعين اليمنيين العرب في القرى والدساكر. ومع ذلك لم تنشأ في اليمن أزمة يهودية كما نشأت في بلدان أوربا مثلاً. وسبب ذلك سماحة الإسلام وما طبع عليه المسلمون من إكرام للغرباء والصبر على المكاره. ولم يكن ملاك اليهود في اليمن قائمين على الزراعة بأنفسهم، وإنما كانوا يؤجرون الأرض للمزارع اليمنى وينالون من أتعابه نصيباً كبيراً مما سعاد على تركز جزء كبير من الثروة الزراعية والنفوذ الاقتصادي في أيديهم
وفي عام ١٩٤٦ اليمن مبعوث أرسلته لجنة التوزيع اليهودية الأمريكية المشتركة (وبعث بتقرير إلى مرءوسيه في نيويورك قال فيه): إن يهود اليمن بالرغم من العزلة الجغرافية التي كانت تحيط بهم استطاعوا توحيد جهودهم وتنظيم وحدتهم المذهبية والطائفية وتبادل التجارة والمنفعة الاقتصادية في أسلوب لم يثر حفيظة اليمنيين العرب، وذلك لأن هذا النظام والتكاتف كان محاطاً بالسرية الدقيقة، وكان يلاقي معونة مادية وأدبية من المنظمات اليهودية العالمية في بريطانيا وأمريكا والعراق ومصر وغيرها من الأمصار التي كانت للجاليات اليهودية فيها نفوذ وقوة عالية وسياسية بالغة)
وكانت حلقة الاتصال بين يهود اليمن وبين هذه المؤسسات اليهودية الخارجية وكر يهودي