للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وظلت الصخرة مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ثم كذلك في إمارة معاوية وابنه وحفيده. فلما كان زمن عبد الملك ابن مروان بنيت القبة على الصخرة. وقد تم بناؤها وعمارة المسجد الأقصى في سنة ٧٣ هجرية وكان السبب في ذلك على ما رواه صاحب (مرآة الزمان): أن عبد الله بن الزبير كان قد استولى على مكة وكان يخطب في أيام عرفة ومقام الناس بمكة وينال من عبد الملك ويذكر مساوئ بني مروان ويقول: إن النبي لعن الحكم وما نسل منه وأنه طريد رسول الله ولعينه. . وكان يدعو الناس إلى نفسه وبلغ ذلك عبد الملك فمنع الناس من الحج فضجوا فبنى القبة على الصخرة والجامع الأقصى ليشغلهم بذلك عن الحجج ويستعطف قلوبهم. . وكانوا يقفون عند الصخرة ويطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة وينحرون يوم العيد ويحلقون رؤوسهم

وذكر ابن تيميه في اقتضاء الصراط المستقيم غير ذلك، أن عبد الملك بن مروان قد جعل عليها من الكسوة في الشتاء والصيف ليكثر قصد الناس للبيت المقدس فيشتغلوا بذلك عن قصد ابن ابن الزبير - والناس على دين الملوك - وظهر من ذلك الوقت من تعظيم الصخرة وبيت المقدس ما لم يكن المسلمون يعرفونه، وصار بعض الناس ينقل الإسرائيليات في تعظيمها حتى روى بعضهم أن كعب الأحبار قال: إن الله قال للصخرة أنت عرشي الأدنى. وقد وصف طائفة من الناس مصنفات في فضائل بيت المقدس وغيره من البقاع بالشام وذكروا فيها من الآثار المنقولة عن أهل الكتاب وعمن أخذ عنهم ما لا يحل للمسلمين أن يبنوا عليه دينهم. . وأمثل من ينقل عنه تلك الإسرائيليات كعب الأحبار. وكان الشاميون قد أخذوا عنه كثيراً من الإسرائيليات

ومما قاله كعب في الصخرة كذلك أن الله قد نظر إلى الأرض فقال: إني واطئ على بعضك فاستبقت له الجبال وتضعضعت الصخرة فشكر لها فوضع عليها قدمه

قتل عمر ويد كعب فيه:

مما ريب فيه أن قتل عمر كان بمؤامرة اشترك فيها هذا الدهى وجماعة منهم الهرمزان ملك خراسان وكان قد جيء به إلى المدينة أسيراً في عهد عمر

ذكر المسور بن مخرمة أن عمر لما انصرف إلى منزله بعد أن أوعده أبو لؤلؤة جاءه كعب الحبار فقال يا أمير المؤمنين جاءه كعب الأحبار فقال يا أمير المؤمنين (أعهد) فإنك في

<<  <  ج:
ص:  >  >>