ذكرنا لك من قبل أن إشارة كهان اليهود إلى أن ملك النبي سيكون في الشام إنما هو لأمر خبئ في أنفسهم. ونبين هنا أن الشام ما كان لينال من الإشادة بذكره والثناء عليه إلا لقيام دولة بني أمية فيه، تلك الدولة التي قبلت نظام الخلافة. إلى ملك عضوض، وتحت كنفها نشأت الفرق الإسلامية التي فتت في عضد الدولة ومزقتها تمزيقاً. . أفكان جديراً بكهنة اليهود أن ينفخوا في نار الفتنة ويهيئوا لها وقودها. وكان من هذا الوقود أن يبالغوا في مدح الأم وأهله. وان الخير كله فيه والشر في غيره
لم يكتف هؤلاء الكهان بما قالوه في الشام وفي أهله وما صنفوه من كتب في فضائل بلادهن وان الإبدال سيظهرون به، بل زادوا على ذلك أن جعلوا الطائفة الظاهرة على الحق إنما تكون بالشام كذلك. . . وحتى نزول عيسى سيكون به. . فقد روى الشيخان: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك - وفي البخاري - هم بالشام! وعن مسلم عن أبي هريرة أن النبي قال لا يزال أهل الغرب ظاهرين حتى تقوم الساعة - قال أحمد وغيره هم أهل الشام! وفي كشف الخلفاء أن كعب الحبار وقال: أهل الشام سيف من سيوف الله ينتقم الله بهم من العصاة. ولعل العصاة هم الذين جاءوا من المدينة والكوفة وغيرها بقيادة أمير العصاة على!!
ومن أحاديث الجامع الصغير للسيوطي التي أشرنا عليها بالصحة: الشام صفوة الله من بلاده إليها يجتبى صفوته من عباده، فمن خرج من الشام غلى غيرها فبسخطه، ومن دخلها فبرحمته. طوبى للشام إن الرحمن لباسط رحمته عليه. ليبعثن الله من مدينة بالشام يقال لها حمص سبعين ألفا يوم القيامة لا حساب عليهم ولا عذاب، مبعثهم فيما بين الزيتونة والحائط
ومدينة حمص هذه يجب أن يكون لها هذا الشان العظيم حتى في الآخرة لن سيدنا كعب الأحبار قد اتخذها مقاماً له. ثم مات فيها، ولا نطيل بإيراد كل ما قيل في فضل الشام أهله لأنه يملا مصنفات