إسرائيل ولا حرج. . ومعلوم أن أبا هريرة وعبد الله بن عمرو كانا من الذين تلقوا عن كعب، وأن عمرو هذا كان قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من علوم أهل الكتاب فكان يحدث منهما بأشياء كثرة من إسرائيليات قال فيها الحافظ ابن كثير: منها المعروف والمشهور والمنكور والمردود. وسنحدث إن شاء الله عن ابن عمرو وزاملتيه وقيمتها
رواية يعص الصحابة عن إجابة اليهود:
ولقد كان اثر ذلك أن بعض الصحابة روى عن أحبار اليهود وقد نص رجال في كتبهم في باب رواية الأكابر عن الأصاغر أو رواية الصحابة عن التابعين: أن العبادلة وأبا هريرة ومعاوية وأنس وغيرهم قد رووا عن كعب الأحبار وأخذوا عنه - وكان أبو هريرة أكثر الصحابة وثوقاً بهم وأخذ عنهم وانقياداً لهم كما تبين لك من تاريخه الذي سيقابلك إن شاء الله. وقد استطاع هذا اليهودي كما دعته السيدة الجليلة أم كلثوم بوسائله الشيطانية أن يدس من الخرافات والأوهام والأساطير في الدين ما امتلأت به الكتب وكانت شبها على الإسلام يحتج بها عليه أعداؤه، ويضيق بها ذرعاً أولياؤه
ومما يدلك عل أن الصحابة كانوا يرجعون عليه فيما لا يعرفون ما رواه عبد الرزاق وابن المنذر عن ابن عباس قال: أربع آيات من كتاب الله لم أدر ما هي حتى سألت عنها كعب الأحبار وذكر منها آية (وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب) وكان جواب كعب عن ذلك: أن الشيطان اخذ خاتم سليمان الذي فيه ملكة فقذف به في البحر فوقع في بطن سمكة ثم وقعت هذه السمكة في يد سليمان فاشتهوها وأكلها فإذا فيها خاتمه فرجع إليه ملكه!
وفي تفسير الطبري أن ابن عباس سأل كعباً عن سدرا المنتهى فقال إنها على رؤوس حملة العرش وإليها ينتهي علم الخلائق ثم ليس لأحد وراءها علم ولذلك سميت سدرا المنتهى لانتهاء العلم إليها
وفي حديث أبي هريرة - هي شجرة من اصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن وأنهار من خمر وأنهار من عسل وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاماً لا يقطعها والورقة منها تغطي الأمة كلها. ولا نستكثر فهي لا تعد على أن كثرة رواياته الباطلة قد أوحيت أن يشك في روايته بعض الصحابة حتى قال فيه وهو أحد تلاميذه إنه من أصدق هؤلاء المحدثين عن أهل الكتاب وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب رواه البخاري وغيره