للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في ذي الحجة سنة ٢٣هـ

هل تجوز رواية الإسرائيليات:

جاءت الشريعة الإسلامية فنسخت ما قبلها من الشرائع، وبين القرآن أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى قد بدلوا من كتاب الله وكتبوا بأيديهم كتباً زعموا أنها من عند الله ليشتروا بها ثمناً قليلاً، ومن أجل ذلك نهى رسول الله صلوات الله عليه عن أن يأخذ المسلمون عن أهل الكتاب شيئاً، وكان يغضب أشد الغضب إذا رأى أحداً نقل عنهم أو استمع إليهم، فروى أحمد عن جابر بن عبد الله أن عم بن الخطاب أتى النبي بكتاب أصابه عن بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي فغضب وقال: أمهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني

ولقد كان صلوات الله عليه يقول لأصحابه لا تصدقوهم ولا تكذبوهم إذ قد يكون في قولهم الكذب مما بدلوه فتصديقه يضر. . وقد يكون في قولهم الصحيح الذي لم يبدلوه فتكذيبه يضر كذلك. وهذا قول حكيم. ونحن هنا بعض ما روى عن النبي (ص) في ذلك: روى البخاري عن أبي هريرة لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم وإلهنا وإلهاكم واحد ونحن له مسلمون. وروى أحمد عن أبي نملة الأنصاري عن أبيه قال إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمناً بالله وكتبه ورسله فإن كان حقاً لم تكذبوهم وإن كان باطلاً لم تصدقوهم - وروى البخاري عن ابن عباس أنه قال: كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ وكتابكم الذي أنزل على رسوله أحدث الكتب تقرءونه محضاً لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه بأيديهم وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً، ألا ينهاك ما جاءكم من العلم عن مسألتهم! لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أنزل إليكم)

هذا بعض ما روى عن النبي (ص) في النهي عن رواية الإسرائيليات وهو الحق الذي يتفق مع مبادئ الإسلام الصحيحة وتفكير العقول السليمة، ولكن ما لبث الأمر بعد أن أغتر المسلمون بمن اسلم من أحبار اليهود خدعة إلا أن ظهرت أحاديث رفعت إلى النبي تناقض نهيه الأول وتبيح الرواية عن بني إسرائيل إباحة مطلقة

فقد روى أبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله قال: حدثوا عن بني

<<  <  ج:
ص:  >  >>