وأكبر الوالدين يحصل على التوجيهية فتجتمع العائلة لتنظر في أمره ولكنه كان شبيها بأمه وقتياً في نظرته فهو يخبرهم أنه انتوى التوظف ليوفر لهم بعض العيش وأما الولد الآخر وكان يصغره بعام فقد احب جارته. وقد أخرجها الأستاذ نجيب صورة رائعة لفتاة عفيفة من الطبقة المتوسطة، متمسكة كل التمسك بما تسمعه أمها من حكم ومواعظ وأمثال، حتى أن حبيبها لم يستطع أن يصل معها إلا على وعد بالزواج. . ولكنه كان يخشى أمه فهو يخاطب أباها وهو صديق المرحوم أبيه الصدوق. يخاطبه لا ليخطب إليه ابنته ولكن ليرجوه هو أن يخطبه من أمه. . . وتتم الخطوبة وأنف الأم راغم فهي لا تريد أن تخسر صديق المرحوم الذي لا زال منذ مات العائل يواصل الأولاد ويرعى مصالحهم. . .
يخطب الأصغر الفتاة ويسير في تعليمه قدما حتى يصل يدخل الكلية الحربية
وأما الأخت خفيفة الظل فهي ما تزال تخيط الملابس حتى يأتي يوم يغازلها فيه ابن البقال ويعدها بالزواج ثم ينجز الوعد فعلاً قبل أن يسمح بذلك المأذون - ويتركها ليتزوج من أخرى ادعى أن أباه أرغمه على الزواج بها فتثور في وجهه، ولكن ماذا يفيد. . . وتذهب إلى العروس لتخيط لها ملابس الفرح ولكن الغيظ يمنع عنها هذا الرزق فهي تثور بالعروس أيضاً وترمي خطيها أمامها بكل ما تكره خطيبة أن تسمع عن خطيبها ولكنها أبداً لا تبوح بما كان. . . وتمر فترة وهي هادئة أن أحداً لم يكتشف ما اصبح ينقصها فهو لا يكتشف إلا بالزواج وقد يئست منه. . يئست من زيجة مشروعة واحدة فعدلت عنها إلى زيجات متعددة غير مشروعة لا يعنيها إلا أن يكون زوجها فحسب. . ويعنيها أيضاً ألا يعلم عن هذه الزيجات إلا أطرافها الآخرون دون غيرهم. . . ولا بأس بها إن قبلت بعض المال ما دامت ستقوم بالمر وما دامت أصبحت وهي لا تستطيع عن هذا بعداً
والولد الأكبر تاجر مخدرات فهو يستطيع أن يبرر عائلته من حين إلى حين ولا يهم أن تعلم من ابنها شيئاً عن عمله أو هي في الحق تخشى أن تعلم عن عمله شيئاً. والأستاذ نجيب كما سبق أن قلت يحب أن يرسم شخصياته كما خلقهم الله. . . فالشرير مهما بلغ به الشر فيه للخير نصيب مهما قل. وهكذا كان حسن شريراً ولكنه كان باراً بأهله حتى أنه ليعطي أكبر الصغيرين من المال ما يستطيع به أن يسافر إلى مقر عمله وينفق حتى