من ماضيك وحاضرك فأنظر. . . هذا بعض ما خفي فبعض الإيمان أيها البادئ الصغير)
هذه هي القصة في جملتها محبوكة الأطراف ذات شخصيات رائعة الرسم بريشة فنانة جريئة هي ريشة نجيب. . وليس في القصة من ناحية قوة الشخصيات وروعة الحوار وصدقه. . ليس في كل هذا جديد بالنسبة لما دعونا نجيب
فالحوار إلي يدور بين حسن ورفيقته، وبين الفتاة وأزواجها الذين عرضهم علينا نجيب، والحوار بين الحسن وصديقه الغني وفي غيرها من المواقف. حوار من صميم الحياة بحيث أتساءل كيف تسنى لنجيب محفوظ هذا الصدق. . أتساءل وأحب أن يجيب الأستاذ نجيب عن هذا التساؤل
ليس في القصة من هذه النواحي جديد لأن نجيباً في قصصه السابقة كان قد بلغ القمة التي لا يمكن أن يبلغ إلى أكثر منها. . . ولكن الرائع الجديد أن نجيبا قد تعمق إلى النفس ومزق عنها الأستار في جرأة لم يسبق نفسه إليها، فهذه الخواطر المتناثرة الثائرة بنفوس شخصياته شيء جديد في القصة المصرية. وهذا الكره الثائر بنفس العانس لكل عروس وغير هذا من التحليل العميق، كل ذلك جديد
نجيب. . لقد كتبت عن قصصك السابقة معجباً بها، وأكتب عن قصتك هذه معجباً به، ولن أغلف هذا المدح أو أدور به بل سأظل أقوله صريحاً قوياً لا أخففه بمحاولة انتقاد. . , إني لأكبر أمام نفسي حين أعجب بهذه القصص وقد قلت يوما إنك ستصبح في القمة الشاهقة التي يعتليها كبار كتاب القصة المصرية. . . واليوم أقول إنك قد اعتليتها. . . أقولها مرتاحاً لما أقول. . . مهنئك بما ارتقيت، مهنئا القصة المصرية بل. راجياً أن يديم الله عليك التوفيق ويديم على قصصك إشراقة الإيمان