قرأت في العد (٩٤١) الرسالة، كلمة بعنوان (ملاحظة على مقال) خلاصتها أني أخطأت الطريق حين نشرت مقالي (سؤال الناس) في الرسالة، لأني وجهت (نصائحي الغالية!) إلى المتسولين المحترفين، وهؤلاء - بالطبع - لا يقرءون الرسالة، ولا يسمعون إلا نداء معداتهم
وكنت أحب للكاتب الفاضل أن يتعمق في فهم المقال وأن يقراه متبصراً، وأن يوسع أفق نظرته في الناس، ولو فعل ذلك لأدرك أن هذا مقال لم يوجه إلى المتسولين المحترفين. وإنما وجه إلى أصناف من الناس، كلهم ممن يحتمل أن يقرئوا الرسالة وغير الرسالة
فجمهور المسلمين الذين يعطفون على هؤلاء المتسولين من المخاطبين بها المقال، وذلك في الفقرات التي أغفل عنها الكاتب فظن أنها وجه إلى السؤال، فعندما أقول (إن العلاج الوحيد هو أن يفهم الناس دينهم على حقيقته) ثم أردفه بالحديث عن الإعطاء، وأن المعطى يجب أن يتلمس صاحب الحاجة، لم أكن اقصد الآخذين، وإنما كنت أقصد المعطين، وأظن أنه لا يحق لنا أن نجرد قراء الرسالة من فضيلة الإعطاء!
وعندما قلت (وهناك جماعة يعيشون على كسب غيرهم، وهم - في نظري - لا يختلفون عن هؤلاء السؤال في شيء) كنت أقصد إلى أصناف من اناس، منهم (مشايخ الطرق) وفي هؤلاء المثقفون، بل والعلماء، بل والمدرسون في الأزهر الشريف، ولعل الكاتب لا يخالفني في ان بعض هؤلاء يجوز أن يقرأ - ولو مصادفة - مجلة كالرسالة
ولو كان الكاتب الآن بجانبي لهمست في أذنه بحقائق مرة، وذكرت له كيف يعيش بعض المثقفين، ولكني أكتفي - دائماً. . في هذه الأمور بالتلميح وإني لأعرف أشخاصاً بأعيانهم يقرئون مجلة الرسالة باستمرار، وهم ممن يعتمدون على غيرهم - وهم قادرون - في تحصيل القوت
ثم ليعلم الكاتب أن مثل هذه المقالات الاجتماعية لا توجه - فقط - إلى المعنى بها، وإنما توجه إلى رجال الحكم ورجال الإصلاح الاجتماعي. وليس بضروري فيما أظن - أن تكتب عيادة الإهداء في أول المقال، على وزير الشؤون الاجتماعية، حين نقصد أن نوجهه إليه
أما قول صاحب الملاحظة (إن المعد الخاوية لا تفهم إلا منطق الطعام) فدليل واضح على