(وتقول ما رأيته منذ أول من أمس. فإن أردت يومين قبل ذلك
قلت ما رأيته منذ أول من أول من أمس)
وجاء في (اللسان) مادة (وأل). (وتقول ما رأيته منذ أمس فإن لم تره يوماً قبل أمس قلت ما رأيته منذ أول من أمس الخ)
فيكون الصواب إذن أن يقال (حلف الأستاذ. . . أول من أمس اليمين القانونية)
أحمد مختار عمر
محنة التواضع
أرأيت كيف تحال الفضائل في الزمن المعوج إلى محن تكاد أن تقارب الرذائل!
أرأيت المجتمع الذي أشكلت عليه الأمور، فجعل بين الأضداد مشاكله!
أرايت التنافي بين الصفات جعل المرء محيراً بين أصالة الخلق وتكلف التخلق!
هذا هو منطق الحياة الأخرس، لكن الناس استنطقوه فكان ذا (نشاز) وشذوذ!
إن التواضع طريق المحبة، ومنهج الألفة، ومشرق الأنس. لكن الناس فهموم فهماً ملتوياً، فألحقوه بالسذاجة، والمطاولة وعدم الاعتبار وضياع الشخصية، والمساواة في الأقدار!
نرى الرجل الفاضل يتبسط في الحديث مع الحاهل السوقي، فيلوى الناقص رقبة ذليله جلس فوقها رأس خغيض فارغ!
ونرى ذا القدر المحاط بالمهابة قد أزال الفوارق لينزل إلى المجتمع، فيجد من كان يتهيبه قد توعده، ومن يباعده داناه وطلب المساواة!
ونرى الكبير يأنس إلى الصغير بدعة طبعه، وصفاء سريرته ولطف معاملته، فنجد الشيطان قد أفرخ في روع غرور القميء انه معه على تساو، وتدفعه وقاحة الجرأة إلى مساجلته ومطاولته!
فليس عجباً - بعد هذا التصوير - أن نسمي التواضع محنة؛ لأنه يجلب إلى صاحبه عنت القحة، وحطة السليقة، ورداءة التربية!
يجب ألا يكون الحصيف (على نياته) حتى لا يطمع فيه الذليل، ويبيح حرمه الرذل الفدم!