ومصر وجنوبي أفريقيا. أو ليست الحركة الصهيونية مغامرة اقتصادية سترت بلون من (الروحانية) والقومية اليهودية العتيدة لتحقيق السيطرة على صميم الشرق الأوسط في ملتقى القارات الثلاث؟
قلنا إن السياسية الحزبية في إسرائيل تدخلت في مشكلة يهود اليمن ويهود العراق وشمالي إفريقيا فزادتها نقدا. فلقد كان لأفراد هذه الجاليات ضلع كبير في أعمال الإرهاب والتجسس الذي ساد فلسطين قبيل المأساة. . . وكان من السهل على يهود البلدان العربية المقيمين في فلسطين أن يتسربوا إلى صميم القطاعات العربية لأعمال الإرهاب والغدر. وقد سهل لهم ذلك تمكنهم من العربية ولون بشرتهم وملامحهم الشرقية، والمكر والمواربة التي اشتهر بها يهود الشرق بصورة خاصة. وقد ساء أن تعاملهم الحكومة اليهودية الحالية هذه المعاملة بعد أن أبلوا في سبيل الصهيونية بلاء حسنا. فأخذوا في تنظيم جموعهم والسعي لإزالة هذه القيود التي فرضتها عليهم الحكومة اليهودية واشتدت غطرستهم، وقوى نفوذهم بعد التكتل، وأخذت الأحزاب في سعيها لاستمالة أصواتهم في الانتخابات تشمل الضغينة والحقد فيهم ضد الحكومة القائمة
ويستفاد من الأنباء التي تسربت من نطاق الصهيونية الحديدي في إسرائيل أن يهود اليمن والعراق وشمالي إفريقيا قد ثاروا مرتين خلال هذا العام. . . وفي كل مرة كانوا يحتلون المنازل ودور الحكومة وأماكن الاستراحة الشعبية إعرابا عن استيائهم. وفي إحدى هذه الثورات رجموا البوليس وأصيبوا بعد قتلي وجرحي. ولم يكتفوا بذلك بل إنهم حملوا شيكاتهم إلى معاقل الصهيونية في أمريكا وبريطانيا، ولكن سعيهم ذهب سدى. فصهيونيو أمريكا وبريطانيا من أشد اليهود تفهما لحقيقة أهداف إسرائيل لأن في كيانها منفعة اقتصادية كبرى. . ولن يسعى صهاينة أمريكا وبريطانيا في عرقلة برامج التوسع الاقتصادي اليهودي رأفة بيهود اليمن، والعراق، وإيران، وشمالي إفريقيا أو ليسوا هؤلاء أقرب عناصر الصهيونية إلى العرب لونا وتكوينا؟ وحكماء صهيون الذين خدعوا طوال هذه الأجيال أمكر من أن يتركوا يهود اليمن يفلتون من قبضتهم ترى هل يذكر هؤلاء اليهود الذين وقعوا في أحضان العرب واصبحوا في بحبوحة العيش وحسن الجوار ما قاله المثل العربي (على نفسها جنت براقش.)