المعاش والتجأنا إليه في رد كيدهم في نحورهم، وجدنا في الصباح أقاح برد حادق، يرد الغرزان من الغلمان إلى مرتبة البوادق، وكنت وضعت في البحر المالح ورداً يناسب استعماله فيه وللحلو صالح، ووسمته (بالجوهرة الثمينة. . فيما يقول راكب السفينة)
(ومررنا ضحوة النهار على سيدي محمد الهلابي ودفينه والشيخ يوسف المغربي، وسيدي علي الخزرحي، وسيدي عبد الوهاب أبي مخلوف والشيخ عامر والبهيسي، فقرأنا لكل منهم الفاتحة وهاج عند الظهر ريح في وجهنا شديد، فربطنا لما لم نستطع المشي الذي ملقه نسميها للقر مفيد، وعند الغروب سرنا لما سكن ذاك الهوا الهبوب، ومازالوا يجرون اللبان، إلى أن عمود نصف الليل بان، وربطنا عند صليبة، ورجال لنا بالبر مجيبة، وبعد بزوغ الشمس، وكان الهم أبعد منه أمس، قرأنا الفاتحة لفرد هذه النواحي، القطب الذي الأمداد ناحي، سيدي إبراهيم الدسوقي، ورجينا منه الشفاعة بحل قيودي وثوقي ونشر قلوعي، ووقد شموعي، وما زلنا بالقلوع نسير، والحق يهون كل عسير، إلى أن وصلنا بلدة الشيخ حسن الولي، الحسن، فهاج ريح، وماج البحر الفسيح، ولم يمكنا الذهاب لتراكم السحاب، وطبق الجو بزائد النو، وسحت المطار مصحوبة بألطاف الستار ولما أذن مؤذن الصباح رحيل محيمل الفلاح، سرنا إلى أن سامتنا (دسوق) ذات اللمع والبروق، والطلوع والشروق، ثم لما مررنا على (مرفض) التي يحق لها أن ترقص طرباً بحلول أبي المجد فيها قدس الله سره، فقرأنا له الفاتحة، وعندما جئنا محلة أبي علي زرنا على البعد كل من حل بها من ولي، وهي على ما قيل ثلث الطريق، فقلنا عسى أن يسعف المولى بالريح المريح من التعويق، وقرأنا بالخصوص الفاتحة لابن الشرمي، ومازلنا نسير بمعونة السميع البصير، وكلما جزنا على قبة علم كبير، قرأنا له الفاتحة، وجونا كامل البشير، فقلت:
ألا يا ظاهرين بقطر مصر ... أغيثوني وزيحوا غيم حصري
(ثم إنا ربطنا لدى الشط، ووارد الأكابر شط، وسرنا غب الغروب، ليلا مع معاشات كثيرة لها للمسير هبوب، إلى أن وصلنا قرية (شابور) وبتنا بها في سرور فيها هلال شعبان المبارك