آذاننا ترجيحه (وهو بذلك يسد السبيل على من يعثرون على نص غير متواتر، أو أثر منسوخ ثم يبنون عليه من الفتاوي الزائفة ما يشوه محاسن الإسلام ويهوى به من القمة إلى الحضيض.
وقد دار في هن المؤلف ما ستقابل به آراؤه الصريحة لدى المغرين من افتيات وإجحاف، وأيقن أنها ستنسب إلى الشيوعية الحمراء كما جرت العادة في الشرق المستضعف، فكر على الشيوعية الإلحادية، ونازلها بسلاح المنطق والدين، وهو في كتابه يندد بتعصب الشيوعية لآرائها تعصبا لا يستمع معه إلى الحجة الصادقة، والدفاع البريء، كما ينقم منها هجومها الآثم على ما قدسه الدين من مثل وأفكار، بل هجومها الآثم على ما قدسه الدين من مثل وأفكار، بل هجومها على الدين نفسه وما يشيع في مباحاته من روحانية وإيمان. وقد فضح الرأسماليين فضيحة قاصمة حين أعلن أنهم يفرون من الشيوعية فرارا سريعا لا لإلحادها العنيف - كما يفر المؤمنون الصادقون - بل خشية منها على أموالهم المحتكرة، وأوضاعهم المغلة (ولو كانت الشيوعية هدما للآداب والأعراض لتقبلها هؤلاء، بل لوجدوا فيها متنفسهم العميق، أما وهي هدم لما ملك ويقتني، فيجب أن تحارب باسم الدين!! فإن حدث أن ناقشهم الدين الحساب، وسألهم كيف ملكتم؟ وأين حق الله وحق الناس فيما أخذتم؟ فالويل كذلك للدين والعاملين عليه! إنهم إذن شر من الشيوعيين مكانا وأسوأ قليلا) وفي الكتاب - فوق هذا - آراء صريحة لأعلام الشريعة الإسلامية كابن حزم وأبي حامد الغزالي ومحي الدين النووي وغيرهم من أئمة السلف تبين رأي الشريعة في الاشتراكية الإسلامية، والإرث الشرعي، ومدى الملكية الفردية، وللقارئ أن يوازنها بما تورط فيه الشيخ محمد حسنين مخلوف من آراء يقابلها المخلصون بالحسرة ولأشفاق!! وقد أماط الأستاذ الغزالي عنها اللثام، كما قطع السبيل على كل محاولة يراد بها الشعوب باسم الدين، وتستخيرها لمطامع الاستعباد!!
لقد فهم الأستاذ محمد الغزالي الفقه الإسلامي، وأدرك أصوله ومنازعه إدراكا يمده الذكاء الناقد والنقد البصير، كما ألم بمشكلات عصره، وعلل مجتمعه، وأخذ يستلهم السماء في إصلاح الأرض، ويضمد بالوحي الإلهي والهدى النبوي جراح الأمة الناغرة، فكثر قراؤه، وتشعب إنتاجه وتعددت طبعات مؤلفاته، كما ترجم بعضها إلى لغة يهتم قراؤها بالإسلام