على الشرب يوما واستنكف من رؤية الرجيع واستنشاقه بين أزهار البستان، فزينت له أنفته أن يستعيض عنه بما لا يخطر في أذهان الملوك وهو ما رواه التنوخي قال:
(أراد المقتدر الشرب على نرجس في بستان في صحن دار من صغار صحونه فقال بعض من يلي أمر البستان: سبيل هذا النرجس أن يسمد قبل شرب الخليفة عليه بأيام فيحسن ويقوى، فقال هو: ويلك يستعمل (الرجيع) في شيء بحضرتي وأريد أن أشمه قال: بهذا جرت العادة في كل ما يراد تقويته من المزروع، فقال: وما العلة؟ قال: لآن السماد يحميه ويعينه على النبات والخروج، قال: فنحن نحميه بغير السماد. وتقدم فسحق من المسك بمقدار ما احتاج إليه البستان من السماد وسمد به وجلس يشرب عليه يومه وليلته واصطبح من غده عليه، فلما قام أمر بنهبه فانتهب البستانيون والخدم ذلك المسك كله من أصول النرجس واقتلعوه مع طينه حتى خلصوا المسك فصار البستان قاعا صفصفا، وخرج من المال شيء عظيم كثير في ثمن ذلك المسك)