للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الوحدة أمامه معبدا، فاتهم النمسا بأنها تسيء الحكم في ولاية هولشتين وسير فاحتلها. أعلنت النمسا الحرب وسرعان ما سحقت قوات بروسيا قواتها في معركة سادرا ٢ يولية سنة ١٨٦٦ وهنا نرى لونا آخر من عبقرية بسمارك: لقد أصبح الطريق إلى فينا مفتوحا أمام القوات البروسية، ولكن بسمارك أمرها بالوقوف وبدأ مفاوضات الصلح معها فعقدت معاهدة براغ ١٨٦٦وبها اعترفت النمسا بتكوين اتحاد بزعامة بروسيا من الولايات الألمانية الشمالية

لماذا لم يتقدم بسمارك ويحتل فينا؟ إنه كان يطمع في صداقة النمسا وكان يؤمن بأن الحرب مع فرنسا آتية لا ريب فيها، ولذلك رأى عدم إذلال النمسا حتى لا تنضم في النزاع المقبل إلى فرنسا

الحرب مع فرنسا:

كانت سياسية فرنسا تقوم على أساس منع قيام دولة ألمانية موحدة، ولك ثار الشعب الفرنسي على إمبراطورة عقب سادرا واعتبر الكتاب الفرنسيون أن فرنسا هي التي هزمت في سادرا لا النمسا واتهم الإمبراطور بالتقصير

كان بسمارك يستعد للمعركة، فأعد الجيش، ومد الطرق الحديدية إلى الحدود الفرنسية، وعمد إلى عزل فرنسا دوليا: فروسيا صديقته وإيطاليا كذلك إذا بر بوعده لها وأعطاها البندقية. وأما النمسا فكانت لا ترى نفسها في حالة تدفعها إلى الدخول في حرب جديدة

بقيت إنجلترا وهذه لا تهتم إلا بالبلجيك، وسياستها تعمل داما على منع وقوع بلجيكا في يد دولة معادية سواء كانت فرنسا أو ألمانيا. طالب نابليون الثالث بمكافأته حتى يغطي مركزه في فرنسا، ولكن بسمارك رفض إعطاءه أراضي ألمانية أو بلجيكية، ونشر مكتبات نابليون فأثار الشعور الأماني ضده وأثار الإنجليز وهكذا بقيت فرنسا وحيدة بعد هذا عمد بسمارك إلى إثارتها واتخذ من مسألة النزاع حول العرش الإسباني في إشعال الحرب. واندفعت فرنسا فسقطت في الهوة التي حفرها بسمارك. وقامت الحرب وسرعان ما هزمت الجيوش الفرنسية في كل مكان وسقطت إمبراطورية نابليون الثالث غير مأسوف عليها. وتقدم الألمان واحتلوا باريس وتوج الملك ولهلم إمبراطوراً لألمانيا في قصر فرساي في ١٨ يناير سنة ١٨٧١وهكذا تم الاتحاد الألماني بقوة الدم والحديد ومنذ قيام ألمانيا الحديثة أصبحت

<<  <  ج:
ص:  >  >>