وبسمارك في النصف الثاني: ويطلق المؤرخون على الفترة من ١٨٧٠ - ١٨٩٠ اسم (عصر بسمارك) لأن بسمارك كان قطب السياسية الدولية لدفتها في تلك الفترة
ولد بسمارك سنة ١٨١٥وتعلم في جامعتي جوتنجن وبرلين، ثم التحق بخدمة الحكومة ولكنه استقال، وظل كذلك حتى انتخب عضوا في برلمان برلين سنة ١٨٤٨ ثم عين مندوبا بروسيا في الديت الألماني. وبعد تعين سفيرا لبروسيا في بطر سبرج ثم في باريس. وهناك اتصل بساسة الدولتين وعرفهم عن قرب عاد بسمارك إلى برلين وتولى الوزارة. كان أسمى أمانيه إنشاء اتحاد يشمل جميع الولايات الألمانية تحت رياسة بروسيا، ولهذا عمد إلى تقوية الجيش، لكن البرلمان عارض فقال بسمارك عبارته المشهورة (إن المسألة الألمانية لا تحل بمناقشات برلمانية ولكن تحل بالدم والحديد) ولم يعبأ بمعارضة البرلمان وكون لبروسيا جيشا قويا كان عدتها في تكوين وحدتها
كان بسمارك يعلم أن وحدة ألمانيا لن تتم إلا بقيام حربين: حرب مع النمسا، وأخرى مع فرنسا. وهنا تتجلى عبقرية بسمارك الدبلوماسية، فقد قرر أنه في حالة قيام الحرب يجب عليه أن يحارب دولة واحدة فقط، ولذلك كان يعمد إلى عزل هذه الدولة حتى لا تجد لنفسها نصيرا أو حليفا، وبذلك سرعان ما تنهزم أمام قواته المدربة
الحرب مع النمسا:
كان ملك الدانمارك يحكم ولايتين ألمانيتين: شلزديج وهولشتين. وفي عام ١٨٦٤ اتفق بسمارك مع النمسا على انتزاع الولايتين من يد الدانمارك، وسارت جيوشها فأخذت بروسيا شلزويج وأخذت النمسا هولشتين
بعد هذا عمد إلى عزل النمسا دوليا. . جامل الروسيا أثناء إقامته فيها وأثناء الثورة البولندية إذ وقف في وجه الثوار يمنع عنهم العتاد والأسلحة ويمنعهم من الفرار من بولندا فحفظت روسيا هذا الجميل
وأما فرنسا فقد قابل إمبراطورها نابليون الثالث في بيارتز وهناك اتفق معه على أن يقف على الحياد وفي مقابل ذلك يأخذ بلجيكا أو بعض ولايات الرين الألمانية
وأما إيطاليا فقد انضمت إلى صفة لأن النمسا كانت تحتل البندقية فتعهدت بالدخول في الحرب مع بروسيا لتأخذ البندقية أعد بسمارك قواته، وعزل النمسا دوليا واصبح الطريق