للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعار الزي أحنف بن قيس ... وفاق يحسن سيرته الثريا

يمر على البلاد كنيل مصر ... فيروى أهلها حيا فحيا

نعم أم الزمان غدت عقيما ... إذا عن مثله فاقصر أخيا

لنحو علاك بنت الفكر وافت ... وغيرك لم نجد خلا وفيا

فهب تقصير شعري لاعترافي ... أيا من فاق في الفضل الرضيا

فإني فيك قد شرفت نظمي ... وجئت أروم منحا أخرويا

وصل مسلما دوما على من ... على بالجسم مرتبة الثريا

وآل ما البديعة في خباها ... بدت شمسا وماست سمهريا

فكان لهذه القصيدة تأثيرها الحسن لدى الأمير المصري الكبير وكان لها وقعها وصداها

مكث الجندي مدة في القاهرة يتمتع بعطف الأسرة العلوية ويرتع في خبراتها ومباراتها، ينظم فيها القصائد ويضع القدود والموشحات، وكان طوال إقامته في مصر كعبة قصاد أهل الفن، أخذ عنه أرباب الفن كثيرا من الموشحات والمواويل والقدود والأدوار والقصائد، فلحنوا هناك. وكانت لهم بمثابة مادة فنية جديدة أكبوا على تلحينها والتغني بها مدة من الزمن أفاضت على القطر لونا جديدا من ألوان الغناء، فيها المتعة واللذة والمعاني المبتكرة الأخاذة، ولا تزال موشحاته وقدوده تستعمل في المغنى القديم حتى الآن دون أن تعرف أنها من نظمه ووضعه، منها موشح

يا غزالي كيف عنى أبعدوك (من نغمة الإصبعان)

ومنها موشح تيمتني (من نغمة البياتي) ومنها موشح أهوى الغزال الربربي باهي الجمال من نغمة الحجاز التي نشرت في الرسالة سابقا. ومن الموشحات المشهورة التي لم تنشر هنا بعد قوله من نغمة البياتي - نواه

يا صاح الصبر وهي مني ... وشقيق الروح نأي عني

بالحسن يفوق على الند ... إن ماس بأثواب الند

وحسام لواحظه الهندي ... قد جرد من غمد الجفن

شمس بأطالسها حلت ... ولبند ذوائبها حلت

وبشهد مباسمها حلت ... للكأس فما بنت الدن

<<  <  ج:
ص:  >  >>