للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كان يضمر خلع عبد الملك وانتزاع الخلافة منه. وصل خبر انتفاض إلى الحجاج فأبلغه الحجاج في الحال إلى عبد الملك فكان وقع الخبر على الحجاج وعبد الملك عظيما جدا لأنهما كانا يقدران لابن الشعث قدره ويعرفان مبلغ حقد أهل العراق على الحجاج والأمويين كل المعرفة، ولكنهما استعدا لمقاومة ابن الأشعث بجيوش هل العراق فتولى الحجاج القيادة بنفسه وسار بجيشه يستقبل ابن الأشعث في طريق للأهواز فوقعت بين الفريقين معركة دامية انهزم فيها الحجاج فاستولى ابن الأشعث على البصرة فبايعه أهل البصرة جميعهم على حرب الحجاج وخلع عبد الملك، ولكن الحجاج لم يضعف أمام هذه الصدمة فاستعد لمعركة أخرى وقعت بينه وبين أبن الأشعث في الزاوية التي دارت فيها الدائرة على الحجاج أيضاً فاستجابت مدن العراق لابن الأشعث بعد هذا النصر فتزجه إلى الكوفة فخرج إليه أهلها يستقبلونه استقبال المنقذ لهم من براثن الحجاج فأصبح الحجاج ولا أثر لسلطانه على البصرة والكوفة، فاتصل الخبر بعبد الملك ففزع له وتوقع أسوأ العواقب فبعث بأخيه وابنه إلى أهل العراق الثائرين يعرض عليهم شروطا للصلح تقوم على عزل الحجاج عن العراق وتولية ابن الأشعث مكانه فرفض الثوار شروط الصلح رفضا باتا، فأخذ الحجاج يقاتل الثوار برغم ما تركته محاولة عبد الملك الصلح مع الثوار في نفسه من الألم

جرت بين الفريقين حروب كثيرة ومعارك حامية الوطيس في دير الجماجم بالقرب من الكوفة كانت نتيجتها انهزام جيش ابن الأشعث ففر ابن الشعث إلى بلاد روتبيل فدخلها لاجئا وعاد الحجاج إلى ما كان له سلطان في العراق وكان من أمر ابن الأشعث أن قبض عليه روتبيل وقتله وقبض على أهل بيته أرسلهم مع رأس عبد الرحمن إلى الحجاج كسبا لمرضاته

حمدي الحسيني

<<  <  ج:
ص:  >  >>