وآخر سبق اضريت عن ذكره فقد من سبق)
الزيارة العليلية السنوية:
(ولما توجهت إلى الزيارة العليلية (مقام سيدي علي بن علي العمري) في أوائل صفر المبارك، وجرى على اللسان مدح سيدي (يامين) وكذلك من بجواره صاحب الإفاقة (سيدي سراقة) (ولما حللت نابلس المحروسة نزلت في (الدرويشية) على جاري العادة جرى على الخاطر أول موشح لشيخنا الشيخ عبد الغني (النابلسي):
(دع جمال الوجه يظهر ... لا تطغى يا حبيبي
كل شيء عقد جوهر ... حلية الحبس المهيب
فقلت مرتجلا:
أيها الصب المخبر ... نسبا بنت العريب
غب بها في الحب وأسكر ... كاتم السر الغريب
(وأرسل مفتى السادة الحنفية داخل رملة فلسطين السيد محمد الخيري، كتابا مصدراً بقصيدة مطلعها:
أشمس أفق بدت في دورة الحمل ... أم ومض برق صيب الحمل
وكتبت جوابا عنها ليلة وصولها قصيدة على وزنها:
سربي لسربي عسى اسقي من العلل ... وانعم بشربي ليشفي القلب من علل الخ
وأتبعها (أي المفتي) بديباجة إذا قامت في نفس يعقوب السر حاجة فقضاها، وفاز بمقتضاها، وكان أرسل مع والده الكبير، ولده الوسط والصغير، وأمرهما بالانتساب، وبعده طلب الوسط بهاء الدين (الخيري) وصية على ظهر كتاب الأوراد فكتبت له:
(وقبل أيام ورد كتاب من المحب الأخ الحنفي، يقول فيه: إنا عزمنا على التوجه لحرم أمنكم صحبة الأخوين المتوجهين إليكم فعاقت الأقدار عن اللحوق بهما من الطريقين، وإن شاء الله نلحق بهما في منتصف ربيع الأول
(وكان قدومه منتصف جمادي الثاني (سنة ١١٤٩ هـ) وأقام لدينا مصحوبا بالظفر والتهاني إلى شوال المبارك وتوجه لوطنه (وتحركت بعده منا الهمة إلى الحجة الموعود بها الفؤاد، عقبة بثلاثة اشهر حيث الإذن وقع، والشوق زاد، وشرعت في الرحلة لتلك البلاد