يؤمن به رياض الصلح ويصرح به كثير من زعماء العرب للإنكليز والأميركيين، أي أنهم لا يعدون المصريين عربا. . .
وللفقيد آراء صريحة في الحكم إذ يقول:
(ليست الأمة بميراث يورث، وليست مصالح الشعب منحة للمتغلبين، وليس القول لمن يحسن القول، ولكن جل هذا تراث للأمين بعد الأمين، من يظهره الله سبحانه وتعالى، ويثبت هو جدارته في تأدية واجبه بأمانة وإخلاص)
ورأيه هذا يتلخص في أن العروبة والهاشمية صنوان لا يفترقان، وأن هذا الأمر في هذا البيت من قريش. أنه يؤمن إيماناً لا يتزعزع برسالة بني هاشم وزعامتهم وقيادتهم للعرب كافة، ويشاركه في ذلك كثيرون من أبناء بلاده وأتباعه وأنصاره
وكان الكونت جاك دومال قنصلا عاما لفرنسا بالقدس، أمضى هناك سنوات عدة، وكتب كتابا سماه (أصوات من الشرق، وذكريات دبلوماسي) تحدث في خاتمته عن مقابلة له تمت مع صاحب السمو الأمير عبد الله بن الحسين عاهل المملكة الأردنية وكان ذلك في يوليه ١٩٣٧، وكان مع القنصل الفرنسي صديقان، وجه أحدهما السؤال الآتي: أتعتقد بنهضة العرب وأن تعود الخلافة إلى الوجود بعد أن ألغيت باستنبول؟
والإجابة التي وضعها، الكونت دومال عن لسانه هو، تكاد تنطق بأن الكثير منها من وحي الحديث الذي دار في ذلك الاجتماع مع الأمير. اقرأ معي (الخلافة في ركن من أركان الإسلام، والخليفة في الشريعة حامي الدين وخادم الشرع، إذن يجب أن تكون بلاده حرة وقوية، مهيبة الجانب، تتمتع بكامل سيادتها واستقلالها حتى تقوى به كلمة الحق والدين)
(الخليفة هو أمير المؤمنين الذي يتولى أمور المسلمين للعمل بالكتاب والسنة والمشورة العامة والخروج في الجمع، وتلقي الأسئلة على منبر الخطابة، والإجابة عليها - هذه هي الخلافة النبوية الغير الوراثية، والمشترط فيها القرشية)
وهي كما ترى غير الملك والسلطان، ولقد استشهد مرة الملك الفقيد بقول عمر بن الخطاب الذي قال:(أما ولي سلطان فلا. . .)
وبعد فهذه كلمات مأخوذة عن الملك عبد الله بن الحسين، الذي كان أقرب الأبناء شبهاً بوالده الحسين بن علي، وأشدهم تمسكا بالتشبه به، أضعها أمام القارئ ليعلم أنه آمن منذ البدء