نقول إزاء نسياننا كلمة معينة على الرغم من توجيه الانتباه إليها وقول الشخص (إنها على طرف لساني)!؟
يرى (فرويد) أن العلة الحقة هي الاضطراب في الانتباه لا القلة فيه. فسبب هذه الأفعال هو اضطراب في الانتباه نشأ من تدخل مجرى آخر من الأفكار. ففلتات اللسان مثلاً هي نتيجة تداخل غرضين أثناء الكلام، فإذا تغلب أحد الغرضين يؤدي إلى تشويه أو تحوير الكلمات والأسماء فتأتي الفلتة بمعنى تهكمي أو هزلي. ويسري هذا على فلتات القلم وأخطاء السمع ونسيان الكلمات والأسماء لزمن معين. فهذه كلها أفعال لها معنى، إنها أفعال نفسية لها هدف خاص
إن فكرة التقاء القوى هي الفكرة الأساسية لدى فرويد وأثرها ظاهر في تفسيره للنسيان. فهو لا يرجعه إلى ضعف في الذاكرة، وإنما يراه نتيجة دافع مكبوت بواسطة قوى معاكسة، هو نتيجة اصطدام مؤثر محرك في طريقه إلى التصريف بمؤثر آخر فيؤدي ذلك إلى كبته. فالاسم المنسي أو الكلمة المنسية غالباً ما يكون لها علاقة بشخصية الفرد ويثيران فيه انفعالات عنيفة ومؤلمة. فتبعا لمدرسة زيورخ نستطيع أن نقول انهما يمسان (عقدة شخصية). قد تكون هذه العقدة مهنية كما نسى (فرويد) اسم مستشفى وهو لأنه يتصل بالأعصاب وقد تكون عائلية كنسيان (فرويد) أيضا اسم محطة لأن أخته كان اسمها فمن أهم الدوافع التي تساعد على النسيان الميل إلى تحاشي عودة الألم إلى الذاكرة، إذ أن كل شخص يود نسيان الأشياء المكدرة. أنه يوجد صراع نفسي مستمر لاستبعاد الخبرة المؤلمة من الشعور، وهكذا. . فالنسيان ليس إلا عملية دفاعية تتم بطريقة لا شعورية لتصل الأنا إلى حالة نتمتع فيها بالارتياح
كذلك يلاحظ أن الشيء قد ينسى لارتباطه بشيء له أثر مؤلم. ويأتي (فرويد) بمثال شاب غير موفق في حياته الزوجية لبرود الزوجة. وفي ذات يوم قدمت له تلك الزوجة كتابا اشترته له لعلمها بأن فيه ما يهمه. فشكرها على هذا الاهتمام ووعدها بأن يقرأه. ومر شهران دون أن يقرأه، ثم تذكره وقام ليبحث عنه ولكنه لم يستطع العثور عليه إذ نسي نسيانا تاما ذلك الموضع الذي وضعه فيه. ومرت ستة شهور ثم مرضت أم الزوج مرضاً خطيراً ولم تكن تقطن مع ابنها، وهنا تركت الزوجة منزلها وذهبت إلى منزل حماتها،