للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقضية الحلفاء! وكيف كان يذكر أن وقوف مصر بجانب الحلفاء كان من أهم العوامل في انتصارها. فلما انتهت الحرب تنكر لمصر ومن ثم نراه في كل جلسة من جلسات مجلس العموم البريطاني يلوم وزير خارجية بريطانيا على تساهله مع مصر ويطلب إليه عدم إمداد مصر بالأسلحة، وتدفع مصر ثمن الأسلحة ولكن لا ترد إلى مصر ولا يرد الثمن. فإن أعطيت مصر أسلحة فإن هذه الأسلحة تكون إما تالفة أو غير صالحة بتاتاً. وهكذا يكون وفاء الإنكليز بالعهد. لقد حار الناس في فهم حقيقة الخلق البريطاني! انهم الأفعى التي تلدغ الشعوب جميعاً. لقد كسبت بريطانيا الحرب بالعتاد الأمريكي وبالدم الروسي وبدماء الشعوب الأخرى، أما هم فكانوا أقل الشعوب تضحية ومع ذلك فازوا بنصيب الأسد من ثمرات النصر

ومثال آخر من أمثلة الغدر البريطاني. في سنة ١٩١٤ قامت الحرب العالمية الأولى وعمدت إنكلترا إلى إثارة العرب ضد تركيا التي كانت قد انحازت إلى جانب ألمانيا على أساس أن تعطى الشعوب العربية حريتها واستقلالها بعد انتهاء الحرب، ووفت الشعوب بما عاهدت وانتصرت إنجلترا والحلفاء، ومع هذا ماذا كان جزاء العرب؟! احتلت إنجلترا فلسطين والعراق ومصر. واحتلت فرنسا سوريا ولبنان، ثم كان من نتائج هذا الوفاء بالعهد والغدر من جانب إنكلترا قيام دولة إسرائيل وطرد العرب الآمنين حلفاء الإنكليز من ديارهم وبلادهم!!

ولعلك تسألني ما سر العداء بين بريطانيا وألمانيا؟ وأنا أجيبك بأن ألمانيا بعد أن كونت وحدتها ونهضت صناعتها أرادت أن تكون لها مستعمرات وأساطيل بحرية تجارية وحربية، ومن ثم بدأ الصراع بين إنجلترا التي تريد احتكار الأسواق العالمية وبين ألمانيا التي تريد أن تكون التجارة العالمية حرة حتى تأخذ ألمانيا نصيبها من تجارة العالم، وكان من نتائج هذا الصراع قيام الحربين الأولى والثانية، وهزيمة ألمانية

أما بعد:

فان ألمانيا أمة قوية ودولة فنية وشعب ناهض وقطر غني ومواردها المعدنية والزراعية عظيمة، والعقل الألماني من غير شك من أرقى العقليات العالمية. ونحن جميعا ما زلنا نتمتع بثمار هذا العقل. والصناعات الألمانية تمتاز بجودتها ورخصها. بل أكثر من هذا أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>