للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وإذا المطى بنا بلغن محمداً ... فظهورهن على الرجال حرام

قريننا من خير من وطئ الثرى ... فلها علينا حرمة وذمام

وحق للزائر، أن ينشد مكان تلك الدوائر:

فيا ساكني أكناف طيبة كلكم ... إلى القلب من أجل الحبيب حبيب

(ولما عجنا على وادي العقيق ضحى، سالت الآماق الجامدة، واضطرمت الأنواق الخامدة، وأنقينا العين على شهود العين، وحبذا عين تنفق في عين، ونزلنا إذ رأينا على البعد المنارات النيرة، والبناء المدهش نوره وبروق آثاره محيرة، فألقينا عن الرواحل من فرط المسرة أنفسنا، وقلنا للأنفس، هذا الأنفس الذي من أنفسنا وأنفسنا، ونزولنا عند رؤية الآثار من السنة لا يقال فيه لبس، لأنه أقر على ذلك سيد الأكوان وقد عبد قيس. قال الفاكهي (في حسن التوسل في زيارة أفضل الرسل) في الفصل التاسع والأربعين، أي من الآداب أن ينزل عن راحلته إذا رأى المدينة ومنائرها تواضعا لله، وإجلالا لنبيه، صلى الله عليه وسلم وأن يمشي إلى المسجد إذا استطاع بلا مشقة شديدة، وآلا مشى قليلا، لأن وفد عبد قيس لما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم نزلوا عن الرواحل ولم ينكر عليهم وكانوا نزلوا بإلقاء أنفسهم قبل أن ينخوها، فإلقاء النفس بحيث لا يتأذى ولا يؤذي الدابة وغيرها حسن فيما يظهر

ونقل أن العلامة أبا الفضل الجوهري ترجل عند قرب بيوتها باكيا منشداً:

ولما رأينا ربع من لم يدع لنا ... فؤادا لعرفان الرسوم ولا لبا

نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة ... لمن حل فيه أن نلم به ركبا

انتهى. وهذا الكتاب يعزى للمحقق المقدم الهيتمي، وكتابه (الدر المنظم في زيارة القبر المعظم). والقينا في الخيام عصي التسيار، وقلنا ما بعد العشية من عرار، وبادرنا إلى الزيارة، فرحين بمن حللنا داره

للمقال بقية

سامح الخالدي

<<  <  ج:
ص:  >  >>