(أنا ابن ثاني اثنين) وقال آخر: (أنا ابن صاحب الغار) وقال محمد بن عبد الرحمن: (أنا ابن أبي عتيق) فنسب إلى ذلك هو وولده إلى اليوم. ذكره ابن قتيبة في تاريخه. وأما عبد الرحمن الحد الأعلى فمات فجأة سنة (٥٣ هـ أو ٥٨ هـ) وحمل إلى مكة ودفن بها، ذكره الشيخ محمد بن عبد الدائم البرماوي في (شرحه الزاهر البسام فيما حوته عمدة الأحكام)
(وبعد إتمام الزيارة وتوديع الأهل والأحباب الأخيار توجهنا مع العم إلى قبة الحاج، عشية النهار، وبتنا في سرور وبسط تام. بين رفقة أعزة وأحبة كرام)
في طريق الحج:
(وفي صبيحة اليوم الأزهر الميمون، سرنا إلى (الكسوة) ونزلنا قريبا من تلك العيون، وساروا بنا ليلة السبت إلى (المزريب) فوصلناه وأقمنا فيه أياما بعيش خصيب، وفيه شرعت في مسودة هذه الرحلة المباركة المسماة (الحلة الحقيقية لا المجازية في الرحلة الحجازية)، ولم نزل نسير، والحق سبحانه يهون العسير، إلى أن وصلنا (معان) والحاج كما يقال معان، والزفرة في وهج، تصلى بحرها المهج
وأقمنا يوما بها ثم سرنا ... نحو تلك الرحاب نرجو الأمانا
نترامى على الوشاة غراما ... كي يمر الزمان نأتي المكانا
ولديه يلتذ سمعي بمغنى ... فيه نغنى عن الشوادي يدانا
(وكنا نشتغل في المحفة ببعض أذكار وأوراد، تدني الإمداد وتبعد الأنكاد، ولما وصلنا (المعلى) سبحنا العلي الأعلى، وأهدينا الفواتح لمن حلها من أهل التكريم، وخصينا بفاتحة الأخ الشيخ عبد الكريم، فإنه دفن بها بعد العودة من الحج المبرور، نائبا عن الفقير، كما قدمنا قريبا بهذه السطور
(وما زلنا نسير إلى أن وصلنا منزلا نلنا به غاية الابتهاج، إذ يلاقي فيه أهل المدينة الحجاج، وفي عشية تلك الليلة رأى الناس طلائع الأنوار، من ناحية السيد السند الحبيب الطبيب المختار، وحج الحجيج لرؤية ذلك، بالصلاة والتسليم على زين الممالك، ولم نزل بحول من أعلى وأنزل، نطوي البيد طي، طالبين وادي العقيق، إلى أن لاحت للعين لوائح القرب، وطاب للشارب من دموعه هناك الشرب، وحق لنا أن نلثم أخفاف الجمال، التي حملتنا إلى أن شاهدنا هذا الجمال. وفي هذا المعنى أنشد الواله المعنى: