لاحظت في بعض القصص اهتمامه بما يشبه التعليق على النهاية أو الزيادة على النهاية بما لا داعي إليه وأحيانا تفسد الزيادة الموقف، وذلك كما في قصة (الرهان) و (قلب كبير) فقد عنى فيهما بالتعبير عن ألمه بعد الخاتمة التي كان يحسن السكوت عليها، والحالة النفسية مفهومة وينبغي أن يدع القارئ يدركها من طبيعة الموقف، وفي قصة (بدور بنت عمي) كانت نهايتها مصرع الفتاة التي أثارت حنقه وغيرته، وكان يحسن صنعاً لو أنه ترك القارئ يفكر في هذا المصرع وكيف وقع، وكنه راح يتساءل: هل اختل توازنها أو أنه دفعها بيده؟ فأفسد الموقف احتمال دفعه إياها أي قتلها. وفي رأيي أن القصاص غير مسئول عما يحدث بعد أن يعرض صفحة معينة من الحياة هي التي انفعل بها وتعلق بها موضوعه، فليس مطالباً بأن يجعل الأبطال يعيشون في (التبات والنبات) ويخلفون صبياناً وبنات، أو يلحق بهم مفرق الأحباب وهادم اللذات. . .
لاحظت في بعض القصص مجانبة لمنطق الواقع، ففي (قصة الدخيل) سكن غرفة في شقة تسكنها أرمل توفي زوجها منذ شهر، اسمها (ثريا) فلم يمض الأسبوع الأول حتى تأبط ذراع الحزينة على زوجها المخلص. . . وقضيا المساء في قهوة بمصر الجديدة، وبعد أسبوع آخر ذهبا إلى السينما، فلو فرضنا أنها (استلطفته) بهذه السرعة استلطافاً اذهب الحزن من قلبها بهذه السرعة أيضا، أفما كان من اللائق أن تتحرج قليلا فلا تخرج معه إلى القهوة والسينما بهذه السرعة ما وهو متأبط ذراعها أمام الناس في الشهر الثاني لوفاة زوجها الذي تنطق حوادث القصة بحزنها عليه؟ كل ذلك وأسمها (ثريا) لا (مرجريت) ولا (راشيل)!
أسلوب شاكر خصباك عذب حي والحوار فيه طبيعي جميل، وهو يستكمل بذلك أدوات القصصي الفنان. ولكن. . وليس قليلا ما بعد (لكن) تعوزه السلامة اللغوية والنحوية في كثير من المواطن، ومن أمثلة ذلك استعماله الامتنان بمعنى الشكر في قوله (ص١١٠): (والحق أنني عظيم الامتنان لذلك الطفل) والخطأ النحوي ظاهر في قوله (ص١١١): (ولم أكن بأحسن حال منها) وهو يستعمل حيث للتعليل في قوله (ص١١٤): (وكذلك يفقد الموقد