للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم يبدي الأستاذ إعجابه بهذين البيتين من قصيدة بدوي الجبل في أبي العلاء:

من راح يحمل في جوانحه الضحى ... هانت عليه أشعة المصباح

وجلى المصون من الضمائر، فانتهى ... همس النفوس لضجة وصياح

مشاركا في هذا الإعجاب الأديب السوري المعروف الأستاذ روحي فيصل. فهل علم الأستاذان الناقدان أن البيت الثاني قد نظر صاحبه إلى هذا البيت من شعر المتنبي في صفة الجياد:

وتنصب للجرس الخفي سوامعا ... يخلن مناجاة الضمير تناديا

وهل علم الأستاذان الناقدان أن (الضجة والصياح) يثيران في نفس السامع صوراً مادية مبتذلة من شأنها أن تفسد الصورة الفنية التي تكون للكشف عن أسرار النفوس؟!

وكلمة أخيرة أحب أن أقولها قبل أن أدع القلم؛ هي أن هذا الكتاب يضم بين دفتيه من الآراء والأفكار والنظريات ما يعد اتجاهاً جديداً في النقد الأدبي، ولذلك أقترح على وزارة المعارف أن تجعله ضمن كتب المطالعة الأدبية المقررة على تلاميذ المدارس الثانوية. وفي يقيني أن هذا الكتاب وحده يعد أجدى على التلاميذ من كل الكتب المفروضة عليهم في البلاغة وتاريخ الأدب، هذه الكتب التي تفسد الأذواق، وتنحرف بالمواهب عن وجهها الصحيح

وأملي أن يستجيب وزير المعارف - وهو الرجل الأديب - لهذا الاقتراح، وأن يضعه موضع التنفيذ

إبراهيم محمد نجا

(بيام مشرق) لإقبال

نقله إلى العربية سعادة الدكتور عبد الوهاب عزام بك

للأستاذ س. م. ي.

لقد عهد قراء (الرسالة) في الدكتور عبد الوهاب عزام بك أديبا مطبوعاً واثقاً من نفسه، صامداً أمام تيارات الغرب، جادا في تفكيره، صادقا في تعبيره وأدائه، ومن أهم ما امتاز به هذا الأديب أنه واسع الأفق، اضطلع بالآداب الفارسية الغزلية والأردوية واطلع على

<<  <  ج:
ص:  >  >>