ولكن هذا ما كان ينبغي!. ألم تصبح فرنسا اليوم في قبضة الرعاع؟ كل أرستقراطي خائن. . كما كان أسلافه من قبل ولم يعد لأحفادهم مهرب من انتقام الرعاع إلا أن ينجو بأبدانهم ويفروا من فرنسا
. . لقد حاولوا أن يستخفوا. . وحاولوا أن يهربوا. . وكانوا في كل ذلك مبعث تسلية لأفراد العامة! ففي كل أصيل قبل أن توصد أبواب المدينة. . وقبل أن تخرج منها عربات الأسواق. . كان بعض الأرستقراط يحاولون الإفلات من قبضة (لجنة الأمن العام) متنكرين في أزياء مختلفة. . يبغون لهم مقرا في إنجلترا. . أو أي بلد آخر
. . ولكنهم كانوا - غالبا - يقعون في قبضة الحراس. . .
. . وكان (بيبو) ينوع خاص له حاسة غريبة يشم بها أيا منهم مهما أمعن في التنكر. وكان ينظر إلى فريسته بالعين التي ينظر بها القط إلى فأر. . يداعبه. . ويتظاهر أنه خدع بمظهره. . وأحيانا يتغافل عنه. . ويدعه يمضي. . ويتيح له أن يحلم بالنجاة ولكن سرعان ما يرسل وراءه اثنين من رجاله بعيدانه خزيان. . ليلقى حتفه
. . وليس بعجيب أن يتزاحم الناس حول (بيبو) فلقد شهدوا اليوم مائة رأس نبيل تتهاوى تحت المقصلة. . وانهم ليرجون أن يتاح لهم أن يتاح لهم أن يشهدوا مائة أخرى مع الغد
- ٣ -
كان (بيبو) جالسا على برميل بجوار الباب الموكل بحراسته وتحت إمرته شرذمة قليلة من الجنود المدنيين. . وكان العمل قائما على قدم وساق في هذه الأيام الأخيرة، لأن أولئك النبلاء المناكير. قد أفرخ روعهم. . ودفع بهم الفزع إلى محاولة للفرار من باريس بأي ثمن!. ولكن (بيبو) كان بمرصد لهم دائما!. يكشف أمرهم. . ويبعث بهم إلى (تنيفيل) رئيس لجنة الأمن العام. . حيث تنتظرهم النهاية المروعة!. .
. . وكانت حماسة (بيبو) وإخلاصه وغيرته تبلغ إلى حد إعجابه بنفسه فلقد أرسل خمسين من الأشراف بمجهوده إلى ساحة المقصلة!. . .
. . ولكن أوامر خاصة صدرت إلى الحراس اليوم!. . . أن عددا غفيرا من الأشراف قد نجح في الهروب. . وأن شائعات غريبة تلوكها الأسئلة عن هذا الهرب. . وأن هذا الأمر قد أصبح شغل الناس. . ومبعث دهشة الجميع!. . . وها هو ذا (جروسبيير) تحت سيف