الجلاد. . جزاء ما قصر. . فأتاح لعائلة أرستقراطية أن تفر من الباب الشمالي!. .
وأصبح معروفا أن هذا التهريب تنظمه عصابة من الإنجليز كانت تفتن في أداء مهمتها. . وإنقاذ طبقة الأشراف من الإعدام. . ونمت الشائعات وترعرعت. . ولم يعد هناك شك في وجود هذه العصابة الغامضة. . وأكثر من هذا فقد أصبح من اليقين أنها تحت إدارة رجل ذي مرة وحيلة فوق الوصف!. .
. . أن أحدا لم ير هذه العصابة المخيفة. . وأن أحدا لا يجرؤ أن يذكر رئيسها. . إلا في رعب. . كأنما يتحدث عن الشيطان!
وكان (تينيفل) تصل إليه رسالة غامضة. . يجدها مرة في جيب ردائه. . وأخرى تصل إلى يده في غمرة الزحام. . وفي كل مرة. . كانت تنبئ عن نشاط العصابة. وقوتها. . وكانت تحمل في نهايتها. . ختم العصابة (الزهرة القرمزية). . ولا تزال الأخبار تصل إلى أعضاء اللجنة أن عددا من الملكيين قد غادروا الشاطئ إلى إنجلترا حيث الأمان!. . .
- ٤ -
. . ضوعف عدد الحراس. . وهددوا بالموت، وانبعثت المكافآت هنا وهناك لمن يرشد عن هذه العصابة الآثمة. . أما رئيسها. . فإن خمسة آلاف فرنك لمن يقبض عليه!. . وقد أحسن (بيبو) أنه سيحظى بهذه المكافأة دون شك. . بل أنه واثق من هذا! ولذلك لم يك غريبا أن تجمع الناس حوله كل يوم. . ليشهدوا بأنفسهم هذا الحارس الماهر عندما يتصيد ضحاياه. . والتفت (بيبو) إلى مساعده قائلا: -
(لقد كان (جروسبير) ابله بلا شك!. . . آه لو كنت مكانه!. .) ثم بصق على الأرض ليعبر عن اشمئزازه من غباء زميله. . . فأسرع مساعده إلى سؤاله: -
(كيف؟!. ماذا حدث؟!). وهم (بيبو) بالإجابة في رزانة مفتعلة. . بينما تزاحمت الجماعة لتنصت - في شغف - إلى حديثه:
(في الوقت الذي كان فيه (جروسبير) عند بابه. . يلاحظه في انتباه كانت عربات السوق تمر إلى الخارج. . وكانت إحداهما محملة بالبراميل ويقودها رجل عجوز والى جواره ولد. . وكان (جروسبير) ثملا نوعا ما. . ويعتقد في نفسه المهارة الفائقة. . نظر في البراميل - في معظمها على الأقل - وظن أنها فارغة. . فترك العربة وشأنها! ولم يمض نصف ساعة