النشاشيبي، وروحي بك عبد الهادي، وأمين بك عبد الهادي، ورؤساء بلديات حيفا ويافا ونابلس وغزه والرمله، وجاء مع الملك مستشاره فؤاد باشا الخطيب، كما حضرها شكري بك التاجي ويعقوب أفندي فراج وإحسان هاشم، أما الجانب البريطاني فمثله الأميرالاي جارفس حاكم سيناء، وجلوب باشا، والمندوب السامي في عمان كيرك برايد وعقيلته، والمستر ريتشمورد والمستر فيرنس مدير المطبوعات ثم المستر موري من كبار موظفي حكومة فلسطين وعقيلته.
وكنت قد طفت أنحاء الدار برفقة المستر فيرنس، أحادثه عن عوائد الأسكوتلنديين وطرائفهم وأنواع القبائل، وشعار البطون والأقسام، لأني رأيت المندوب السامي حريصاً على إظهار قوميته بشكل واضح، ولا أخفي أنني أعجب بصراحة القوم واندفاعهم السريع نحو الغضب ونحو الرضا.
ولما دخلنا حجرة الطعام وعرفت مجلسي مع اللورد، لم أكن مرتاحاً لتلك الجيره، فقد كنت أعرف كيف كان اللورد يتعالى على المصريين، فما هو موقفه مع ممثل مصر، والكل يعرف ما نحن فيه؟ فلم أشأ أن أبدأ حديثاً معه، وإنما جعلت كلامي مع جاري الأيمن المستر ريتشموند مدير الآثار، واستعنت ببعض معلوماتي الأولية في التاريخ لكي أجعل الحديث متواصلاً وبلا انقطاع. وبعد دقائق تحرك اللورد العظيم فوجه إلي بعض الأسئلة: أين تعلمت الإنجليزية؟ وهل أقمت بإنجلترا؟ كم مده لك بالقدس؟ ولما علم أنني كنت قبل مجيئي الى فلسطين بمفوضية مصر بأنقرة أخذ يسأل عن رجالها واحداً واحداً، وعن نهضتها وسياستها الخارجية وعلاقاتها بالسوفيت وإيطاليا وفرنسا، وعن جيشهاواستعدادها وما تنوي عمله إذا ما هوجمت من قبل موسوليني. ولما كنت أجيب أسئلته بطريقه منطقية وصريحة كما أعلمته من المبدأ أن ما أعرفه من الإنجليزية هو من صناعة مدارسنا المصرية وأنني لم أكن خريج أي معهد بريطاني، اعتدل كثيراً في مناقشته وبدأ يرحب بالإجابة على أسئلتي التي وجهتها إليه عن حقيقة مهمته في الشرق ولماذا يترك واجباته السياسية وأعماله المالية ليقوم برحلته الطويلة: وكما كنت صريحاً معه، كان هو من جانبه صريحاً معي. . ونعلم جميعاً ما تمخضت عنه رحلة اللورد من إنشاء المعاهد والمجالس البريطانية، لزيادة الروابط الثقافية بين بلاده وبقية بلدان الشرق.