وكنت اجتمعت في الروضة الشريفة اللماعة، يوم العروبة ونحن منتظرون صلاة الجمعة الجماعة، برجل مصري عليه هيئة العز، وهيبة الصحا اهل العز، فسالنى عن الاسم والبلد والاهل والوطن والمولد فاجبته وسالته عن مدة الاقامة في جوار صاحب العمامة، والغمامة فاخبر انها عد جيب فهى هي، وصيب الحب يبتدي فلا ينتهى. فغبطته وسالته ان لا ينساني. وكنا صلينا الجمعة ونحن متوجهون للحرم المكى والخطيب في الكرتين واحد. وكنت اسمع خطيبنا يقول (يا سعد زوار الرسول) اذ يقول خطيبهم مظهرا بقوله استلذاذا قال نبيكم هذا، فلم اسمع هذه المقالة من الخطيب ثم رجعت مفكرا عن السبب فاذا هو مصيب، فان الحاضر وان اشير اليه بهذا لا نرى حسنا قولنا في حضرة سلطاننا قال ملكنا هذا وربما لو سمعناه من غيرنا نقول هذا هذا، ونحمل حال من قال، على مقام الادلال.
(ولما جرى في وادى العقيق عقيق الدمع العقيق، وخلفت جباله خلفي جعلت النوم خلفي ولم نزل نحنى الكف، بدمع قانى عن وكفع ما انكف، الى ان وصلنا (العلا)، وخاف الحاج من عدم وجدان الجردة الغلا، وامسينا نضرب حيرة لا خديعة للاسداس، وقد وفد علينا جيش الوسواس، فبذا نحن في وهم والتباس، وقد التقى البطان والحقب معا من الباس، اذ سمعنا صوت كاس، فتباشر الناس، وهاجموا وماجوا واخذوا بايمانهم اكواب ايناس، ولما تحققوا بقدوم اكياس تقتبس منهم نبراس اخبار نفاس عن اهل واوطان فتراجع احساس واجتمع كل ناس بناس، وزالت الوحشة ووقع البسط بلا قسطاس، وجئنا قلعة (تبوك) وثوب الصفا محبوك.
في محطة المست، سقوط الامطار، واضطراب الناس:
وما برحنا نقطع السباسب والقفار بدون اسا، حتى وصلنا لمحطة (الحسا) فلما سرينا منها سح السحاب، واضطرب الناس أي اضطراب، وحصل نقص في الجمال لموجب الفسخمن الاوحال، وسقط كثير احمال؛ وكان يوما عبوسا، لكن كفانا مولانا منه بوسا وحفت بنا الطاف مددها وافى بسبب ذكر اللطيف والحفيظ والكافى. ودخلنا الشام في صحة وانعام، في السابع والعشرين من محرم. الحرام عام (١١٣١ هـ) احسن الله منها الختام.